عن سوق القنيطرة نتحدث.. الفِتنةُ نائمةٌ لعنَ اللَّهُ مَن أيقظَها

عن سوق القنيطرة نتحدث.. الفِتنةُ نائمةٌ لعنَ اللَّهُ مَن أيقظَها

الفِتنةُ نائمةٌ لعنَ اللَّهُ مَن أيقظَها، حيث أن تسجيل دخول عدد من الانتهازيين شذرا مدرا، قبل أن يلتئموا حول توزيع الكعكة من خلال تسجيل تدافع ومشاحنات بالسوق الأسبوعي حد أولاد جلول، جماعة بنمنصور، بإقليم القنيطرة، وصل إلى حد الهجوم على تجار جاؤوا لبيع بضائعهم من المنتجات الخضرية، لا يمكن إلصاقه البثة بتداعيات الجفاف أو ارتفاع أسعار المحروقات.

إن ما وقع من نهب لمنتجات فلاحين بسطاء تحت ذريعة غلاء الأسعار، ليس إلا ذريعة لتمويه حقيقة مفادها أن في قلوب البعض غل خامد ينتظر الفرصة لصحوته، حيث رأينا المشهد نفسه قبل سنتين في سوق للمواشي بمناسبة عيد الأضحى نواحي البيضاء، عندما كان الموسم الفلاحي جيدا، فشاهدنا كيف تم السطو على مواشي الفلاحين من طرف من جاؤوا للتسوق فتحولوا في رمشة عين إلى “فراقشية” لصوص للمواشي.

إن ما حدث من أشكال البلطجة كان له ضحية صغير وهو الفلاح البسيط الفقير الذي جاء يعرض منتجاته للبيع فوجد نفسه مضطرا للفرار بميزانه خوفا على حياته، بينما كان له ضحية كبير وهو الأجهزة الأمنية والسلطات الأمنية التي عاجزة على تأمين الحماية للتجار والفلاحين ومرتادي السوق من المواطنين.

سواء كان ما حدث من نهب أمرًا عفويا أملته غريزة السطو والشر الكامنة لدى البعض، أو عملا مدبرا لضرب صورة البلد واستقراره أو أسلوبا من بعض الساسة للضرب من تحت الحزام ‘التقلاز من تحت الجلابة” في وجه الحكومة ورئيسها، فإن يد القضاء يجب أن تطال كل من تورط في الموضوع في الميدان أو كان وراء ما حدث.

قبل إحدى عشر سنة من اليوم، تمكن المغرب بعبقرية ملكه أن يقدم للعالم صورة شعب يحتج بشكل حضاري في الشوارع بسقف شعارات محدد عجل بإخراج دستور متقدم، وانتخاب حكومة لتصريف الأعمال، محافظا على النظام والأمن العام في محيط عربي وعالمي مضطرب عرف سقوط أنظمة، حيث تزامنت اليوم هذه الأحداث مع ذكرى عشرين فبراير، ما يجعل باب التأويلات مفتوحا لكل قراءة مشروعة.

بكل صدق، كان المغاربة خاصة والرأي العام العالمي سيتفهم هذا السلوك لو أن البلد فيه مجاعة، لكن أن يحدث هذا والمغاربة يرمون سنويا ثلاثة ملايين طن من الطعام في القمامة، فهذا ما لا يمكن تفسيره سوى بالانتهازية وإشاعة ثقافة “الهوتة”، حيث قدم هؤلاء المرتزقة من البلطجيين، إلى الأجيال القادمة مشاهد وذكريات لخونة الداخل، الذين لا يفرقون بين الملك العام والملك الخاص، أجيال ترى في كل ما هو ملك عمومي غنيمة يمكن سلبها من الشارع العام واستعمالها كملك خاص في البيت. أجيال عندما تنقلب شاحنة في الطريق يتسارعون لنهب حمولتها دون تقديم المساعدة لركابها.

ما حدث في سوق المواشي منذ سنتين، وما حدث اليوم بسوق القنيطرة لا يجب أن يتكرر، وإلا فإن صورة المغرب كبلد صاعد أعطى المثل خلال السنتين الماضيتين في القدرة على الصمود وتحدي الجائحة والخروج منها سالما ستبهت وستحل محلها صورة أخرى لا نرتضيها لبلدنا سيستغلها الخصوم لبث بذور الفتنة والتفرقة بين أبناء البلد الواحد، ما يقتضي معه تدخل القضاء للضرب بيد من قانون على كل من تسول له نفسه إيقاظ الفتنة النائمة.