سكان جماعات إقليم سطات.. أبشروا لا أمل.. ولا تستغربوا إذا لاحظتم اختفاء مستشاريكم الفائزين في استحقاق 8 شتنبر

سكان جماعات إقليم سطات.. أبشروا لا أمل.. ولا تستغربوا إذا لاحظتم اختفاء مستشاريكم الفائزين في استحقاق 8 شتنبر

عادة ما تختفي القطط يوم عيد الأضحى من المنازل، وقد ظل هذا لغزا محيرا لعدة سنوات، وعندما كنا نسأل المسنين عن السبب كانوا يقولون أن القطط تذهب إلى الحج في هذا اليوم، والحال أن هذه الظاهرة لذيها تفسير علمي يرتبط بارتفاع نسبة الأدرينالين الحيواني في الهواء بسبب الهلع الذي يصيب الخرفان ساعة الذبح، إذ لا يحترم كثيرون السنة النبوية في هذا الباب والتي تحث على إخفاء السكين عن الأضحية وعدم ذبح خروف أمام خروف آخر، حيث أن القطط بحاسة شمها الدقيقة تستشعر بسبب الهواء المشبع بالأدرينالين أن خطرا يحدق بها فتبحث عن أمكنة للاختباء فيها إلى أن تزول هذه الرائحة من الهواء والتي بزوالها يزول إحساسها الغريزي بالخطر.

على نفس المنوال، تتكرر ظاهرة في كل انتخابات بإقليم سطات ولم أجد لها تفسيرا علميا، تتمثل في اختفاء المئات من المستشارين في ظروف غامضة، أيامًا قليلة على اجتماعات انتخاب مجالس الجماعات، والآن وأنا أخط هذه الكلمات في افتتاحية سكوب ماروك يتسائل سكان 46 جماعة بإقليم سطات عن لغز اختفاء أزيد من 800 مستشارة ومستشار، الذين صوتوا عليهم في انتخابات 8 شتنبر، والذين تبخروا فجأة وأغلقوا هواتفهم ولا يعرف أحد وجهتهم وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم.

فإذا كانت سنوات الرصاص تعرف اختطاف لبعض الساسةواحتجازهم بسبب مواقفهم، فإن واقع اليوم أصبح فيه بعض ما يزعم أنهم سياسيين يختطفون ويحتجزون رفاقهم السياسيين بإرادتهم وعن طواعية، فيتكفلون بأكلهم وشربهم ونشاطهم “السياسي” إلى غاية حلول ساعة التصويت فيأتون بهم مثل الدجاج المكتف إلى مقر المجلس، لكي يصوتوا على مختطفهم وينصبوهم رؤساء عليهم.

التفسير العلمي والمنطقي الوحيد لهذه الظاهرة هو أن هذا الاحتجاز الطوعي هو الطريقة الوحيدة لدى بعض الطامعين في رئاسة المجالس لتحقيق هدف “الرئاسة” وضمان عدم تقديم عروض أفضل إلى السماسرة عفوا الساسة المختطفين، كما أن الاحتجاز لا يقتصر على الذكور فقط، بل يمتد ليشمل النسوة أيضا، اللواتي تحاولن الترفيه عن أنفسهن بعيدا عن أعين ورتابة أزواجهن.

صدقا، لو كان الفائزون من المنتخبين بجماعاتهم يتمتعون بقسط من المبادئ والأخلاق والشيم السياسية للبثوا بمواقعهم، لأنهم سيكونون على وعي وثقة أن مواقفهم واضحة، لا يمكن ان تتأثر بإغراءات مادية أو معنوية، إلا أن اختفائهم بهذه الطريقة البئيسة يستشف منه أن مواقفهم مهزوزة تتأرجح تحت العرض والطلب.

في الضفة الأخرى من هذا الواقع المثير على السخرية، من المحتمل أن تسهر الإدارة الترابية يوم الثلاثاء المقبل 21 شتنبر، على محطة انتخابية جديدة تتجلى في استحقاقات المجلس الإقليمي لسطات، غير المنطق الواقعي ينذر بتصويت ضعيف وعزوف غير مسبوق، نتيجة أن المستشارين (الناخبين) المراد تصويتهم على اللوائح الستة المرشحة، محتجزون خارج أسوار إقليم سطات، على اعتبار أن أي مرشح لرئاسة أي مجلس جماعي في إقليم سطات، لا يمكن ان يغامر بإحضار المختطفين للتصويت في المجلس الإقليمي مخافة اختفاء أحد أعضائه، وبالتالي فإن التصويت في استحقاق المجلس الإقليمي سيقتصر على المستشارين الذين حسموا رئاسة مجالسهم يوم الإثنين المقبل الذي يسبق موعد انتخابات المجلس الإقليمي، ما يقتضي معه يقظة من المشرفين على هذه الانتخابات واستشراف المستقبل عبر إعادة برمجة موعد جديد يحترم هذه المعطيات، من خلال انتظار انتهاء انتخابات رئاسة مجالس جماعات إقليم سطات لتحديد موعد الاستحقاق الإقليمي.

في الختام، سكان جماعات إقليم سطات، أبشروا.. لا أمل.. ولا تستغربوا إذا لاحظتم اختفاء بعض مستشاريكم الفائزين في الانتخابات الجماعية ليوم 8 شتنبر، فالأمر لا يعدو أن يكون اختفاء غير قسري أملته الضرورة السياسية، فأغلبهم لا يستطيعون الظهور للعلن، قبل موعد التصويت.