لا تقلب الصفحة حتى تقرأ السطر الأخير…

لا تقلب الصفحة حتى تقرأ السطر الأخير…

عقدت رئاسة المجلس الإقليمي لسطات ندوة صحفية بمقرها داخل عمالة سطات، حضرها ثلة من ألمع الصحفيين، سلطت من خلالها الضوء على مختلف المشاريع المنجزة تحت عهدتها وبتمويل من باقي الشركاء، كاشفة  بكل شجاعة وتجرد مطلبوبين، قبل نهاية ولايتها التدبيرية أن تمويل مشاريع سطات يتم من صندوق مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية، وكذا وزارة السكنى وسياسة المدينة وفق اتفاقية شراكة للتنمية الحضرية لسطات وقعت سنة 2014 تضم 17 شريك يمثلون مختلف القطاعات الخارجية منهم المجلس الجماعي السابق لسطات برئاسة مصطفي الثانوي والمجلس الإقليمي السابق لسطات برئاسة حجاج الدقاقي، مضيفة أن ملايير السنتيمات خلفتها جهة الشاوية ورديغة سابقا في خزينة المجلس الإقليمي الحالي، بعدما تم الإعلان على دخول الجهوية الموسعة في غشت 2015 حيز التنفيذ، حيث عقد حينها المهدي عثمون رئيس الجهة آنذاك، لقاء مع أعضاء مجلسه يخبرهم على ضرورة صياغة قرار يقضي بتوزيع ميزانية الجهة على أقاليمها والتي يندرج إقليم سطات من بينها بدل ضخ حوالي 17 مليار في ميزانية جهة الدار البيضاء سطات الجديدة، ليرسو الاتفاق فيما بينهم على ضرورة توزيع هذه الرساميل على معيار التعداد السكاني ليتم ضخ الملايير في خزينة المجلس الإقليمي لسطات التي وجدها رئيس المجلس الإقليمي مملوءة ما أن تولى تدبير المجلس الإقليمي بعد اقتراع 14 شتنبر 2015، لينطلق في مباشرة صفقاته.

سادتي الكرام؛ جلست في ركن في الطابور الخلفي أصغي لكلام رئاسة المجلس الإقليمي التي أبرزت في نفس الندوة الصحفية أن هذه الولاية التدبيرية شهدت تنزيلا سديدا لبرنامج عمل المجلس الإقليمي من خلال تحقيق انجازات هامة ستترك بصمة راسخة لدى المواطن السطاتي، لكن  بالمقابل فإن عددا منها رافقته اختلالات من قبيل شارع الحرشة المار أمام ثانوية القدس الذي تعرض اسفلته للخسف وتحولت بالوعاته من دورها البديهي لامتصاص مياه التساقطات إلى منبع لإصدار مياه الصرف الصحي، تلاها مناقشة المدارة الطرقية لمولاي اسماعيل المسماة بالألواح الطائرة بعد تطايرت كل لوحاتها التزيينية المضاءة القصديرية مع أول هبة نسيم، قبل أن تنتقل رئاسة المجلس الإقليمي إلى النافورة المقابلة لمقهى العيون بسطات التي لم يمضي على اشتغالها إلا شهر لتعود بدون مهمة رغم أن مصاريف تهيئة النافورات نالت من المجلس الإقليمي ما يناهز 732 ألف درهم، وأن تهيئة مدخل سطات من اتجاه كيسر تم بأشجار نخيل ميتة لا زالت متسمرة بمكانها لتقدم شهادتها بمبلغ يناهز 4 ملايين درهم، وأن نقول أن الحدائق التي تم تهيئتها بالقرب من البريد وساحة محمد الخامس تتوفر على أعمدة كهربائية بدون إنارة بعدما توقفت مصابيح الشينوا عن أداء مهامها في الأسبوع الأول بعد انجازها، لتمر إلى مشروع تهيئة ساحة الخزانة البلدية التي يتم الاستعانة بشاحنة بصهريج لملأ نافورتها في بداية اشتغالها، بعدما لم تتمكن المقاولة المفوض لها بتدبير الصفقة من إنجاز شبكة ربط النافورة ببئر لا يبعد إلا ببضعة أمتار، الطريق الفاصلة بين الدائرة الامنية الرابعة والمركب السياحي البلدي التي تتحول إلى مسابح كلما تهاطلت التساقطات وصولا ان الصفقة الأخيرة المسماة بصفقة القرن المتعلقة بكهربة شارع الحسن الثاني، حيث قبل إتمام الأشغال انطلقت المصابيح في التعطل أمام البوابة الرئيسية للإقامة الملكية المطلة على الشارع المذكور…

صدقوني سادتي الكرام، رئاسة المجلس الإقليمي بلسان فصيح لغويا واملائيا وشكلا ومضمونا تتحدث بأسلوب قويم جعل الحضور مشدوها لطبيعة الكلمات المرصوصة البنيان اللغوي، قبل أن تختم  لقائها التواصل بحكمة تقول “الاعتراف بالخطأ فضيلة”، مشيرة إلى أن تنزيل بعض المشاريع عرف تعثرا، لتقرر بكل حزم وصرامة مطلوبتين في هذا الموقف، تشكيل لجنة من خيرة خبراء المجلس الإقليمي وتحت إشراف وزارة الداخلية قصد افتحاص كل المشاريع ميدانيا والتحقيق في الاختلالات التي رافقتها، لتشهر ورقة بها بضعة أسطر وختم يتراءى لي من بعيد، تفيد مراسلتها لرئاسة النيابة العامة قصد فتح تحقيق في الموضوع وترتيب المسؤوليات وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، عبر الاستماع لكل المشتبه تواطئهم، الشيء الذي جعل الحضور من ممثلي صاحبة الجلالة ينطلقون في التصفيق والهتاف..

وبعد لحظات، أحسست بالموازات مع الهتاف والتصفيق، بقبلة على جبيني، تلتها كلمات رقيقة “بابا، بابا، بابا…”، لأستيقظ من أظغاث أحلامي، مكتشفا أن الهتاف والتصفيق لم يكن إلا حركات لعب الصبى ومحاولات طفلتي الصغيرة إيقاظي صباحا بعدما أغدقت في النوم.