دور الاعلام في تغطية الحملات الانتخابية؟
تعتبر الحملات الانتخابية مرحلة مهمة في العملية الانتخابية، اذ عبرها يتمكن المرشح بالتعريف ببرنامج حزبه وإقناع الجماهير الشعبية بالتصويت لصالحه، الا ان هذه المرحلة في واقعنا المعاش، ان المحلي او الوطني او حتى الاقليمي (نقصد هنا شعوب العالم الثالث) فيشوبها ما يشوبها من سلوكات وممارسات تتنافى مع اخلاقيات العمل السياسي بشكل عام. فأي دور للاعلام في تغطية هذه المرحلة من مراحل العملية الانتخابية؟ يجب علينا اولا ان نميز بين مستويات و انواع مختلفة من الاعلام : أولا الاعلام الرسمي ويعاب عليه اكتفاؤه بدوره الإخباري بنقل لقطات من الحملات الانتخابية عبارة عن صور و شعارات كل حزب دون ان نرقى لدورها الاهم : الدور الرقابي بأن تنقل لنا مظاهر الفساد و الاختلال اثناء عملية الحملة الانتخابية من رشوة و شراء الذمم و ما يتصل بذلك من سلوكات..ثانيا الإعلام الخاص من منابر الكترونية و صحف ورقية مستقلة و مجلات..و نعيب على بعض منها عدم انضباط بعض المراسلين الصحفيين للمعجم السياسي و الانتخابي القويم باستعمالهم مفردات من قبيل : حزب اصحاب العقار…حزب اصحاب اللحي و هي كلها مصطلحات تخرج الصحفي عن دوره المهني في نقل الخبر للناخب تاركة له مهمة التقييم بناء على ما يتلقاه من أخبار موضوعية و محايدة . ثالثا الإعلام الحزبي: وهنا -منطقيا- تصطف الجريدة الناطقة بلسان اسم الحزب جانب توجهه السياسي عبر التعريف ببرنامجه والدعاية له…الا اننا ما نحذر منه هو نقل هذا النوع من الاعلام اخبارا لا صحة لها عن احزاب اخرى في اطار المزايدات السياسية، فهنا يجب الفصل بين المهني و السياسي. ثم اخيرا نشير لاهم نوع و هو الاعلام الاجتماعي الذي يؤمن على سلبياته عدة ادوار ..فإضافة لدوره الإخباري و التعبوي يشكل جسرا للتواصل مع الناخبين عبر حقهم في الرد و التعبير عن مواقفهم التي بدورهم تكون محط تفاعل ، زد عن ذلك انه حين يصرح مرشح من خلال صفحته بنقي او تاكيد معلومة او خبر ما فان ذلك يولد شعورا بالثقة عند الناخب…الا انه يجب ان يتم التفكير في تقنين هذا النوع من الاعلام ، فبغض النظر عن الدور الذي اصبح يحتله في ما اصطلح عليه بعولمة الإعلام الا ان فسح المجال على مصراعيه قد يوقعنا في سبوكات جديدة غير سليمة