باحثون بمراكش يرصدون مكانة المرأة في التحولات الديمقراطية

باحثون بمراكش يرصدون مكانة المرأة في التحولات الديمقراطية

أجمع باحثون على أن قضية تمكين المرأة، وجعلها شريكا فاعلا وأساسيا في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مسألة ثقافية بامتياز، إذ لا تزال المعوقات المجتمعية الذكورية تواجه النساء العربيات حتى خلال "الربيع العربي" وبعده بسبب الإرث الثقافي.

وشدد باحثون على أن "معالجة هذا الوضع تحتاج إلى تدخل قوي للمؤسسات الإعلامية من أجل تحسين صورة المرأة، وإلى تدخل كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وخاصة الأسرة والأحزاب السياسية، لنشر وعي المساواة والمناصفة داخل المجتمع".

هذه التدخلات شكلت محور جلسات ندوة "المرأة والتحول الديمقراطي في بلدان الربيع العربي"، التي نظمت من طرف مختبر الأبحاث حول التحول الديمقراطي المقارن، وكلية الحقوق بسطات، بتعاون مع هانس سايدل، يومي 23و24 يناير بمراكش.

وأكدت جميلة مصلي، برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أن المسار التشريعي بخصوص التمكين للمرأة بالمغرب، متطور جدا مقارنة مع واقع المجتمع والأحزاب، واستدلت على ذلك بمعدل 17في المائة في المغرب، مقارنة مع المعدل العالمي 19في المائة.

وأشارت مصلي إلى أن التمثلات السائدة لدى عموم الناس عائق إبستمولوجي يحول دون الدفع بمشاركة المرأة في المواقع المتقدمة"، مردفة أن هذا الواقع يعاني منه الفاعل السياسي، لذلك تأتي القوانين لفرض الأمر الواقع، وتغيير التصورات بشأن ولوج المرأة لمناصب عليا.

أورزلا مينلي، رئيس هانس سايدل، ذكرت بفترة هتلر كمؤشر قوي على العقلية الذكورية، التي تعاني منها المرأة الغربية كذلك، مبينة أن التمكين السياسي للمرأة في بلدان الغرب، لا يفصلنا عنه سوى زمن قصير بالمعنى التاريخي".

واستدركت أن المرأة حين تتاح لها الفرصة، فهي تؤدي وظيفتها الأسرية والحزبية والحكومية في الآن نفسه، معززة قولها بتجربتها حين كانت وزيرة في حكومة البافاريا، وتساهم في تدبير الحزب الذي تنتمي إليه، وتشرف على تربية سبعة أبناء.

أسعد عبد المجيد، أستاذ التعليم العالي بكليات الحقوق بالمغرب، أشار إلى أن "التجربة المغربية عرفت تحولا هادئا وسلميا، جاء عبر انتخابات ديمقراطية، أعطت تقدم تيار إسلامي قابل للديمقراطية وبعيد عن كل تشدد، وكان لهذا الانتقال دور أساسي".

وأضاف أن حصاد المرأة رغم ما لعبته من دور مهم لا زال يحتاج إلى تفعيل عدد من بنود الدستور، والوصول إلى جوانب من المناصفة التي ينص عليها"، مضيفا أن مكانة المرأة المغربية "متقدمة في العالم العربي، لكن لا زال الوضع يحتاج إلى المزيد من المجهود".