إقليم سطات: دماء مجزرة البروج تشعل الفايسبوك

انفجار قنوات الصرف الصحي بمجزرة السوق الاسبوعي بالبروج وتدفق سيول من الدماء إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة، خلف ردود فعل متعددة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، حيث كتب أحد رواد الفضاء الأزرق أن “مرتادي السوق يعقمون أرجلهم بالدماء ويرتدون الكمامة إجباريا، هذه المرة ليست بسبب كورونا وإنما بسبب الروائح الكريهة التي تزكم…”، في وقت تفاعل آخر معها بطريقة ساخرة قائلا “سيول من الدماء، تدفقت من مجزرة السوق الأسبوعي بالبروج، يقولون أنها بركة الوالي الصالح مول الكرنة”، في وقت قال آخر “أش خاصك أ العريان خاصني خاتم، كيصاوبو الجردة ومخلين السوق…”.
هذا الموضوع كان موضوع تدخل لمصطفى الدحماني الرئيس السابق لجماعة البروج بالنيابة، ، الذي أصدر بتاريخ 14 يونيو من السنة المنصرمة، مراسلة تحت عدد628 إلى مكتري المجزرة الجماعية، داعيا إياه من خلالها إلى ضرورة الالتزام بنظافة المجزرة يوميا وتقويتها يوم الأحد مباشرة بعد انعقاد السوق طبقا لدفتر التحملات والشروط الخاص بكرائها، القيام بالإصلاحات اللازمة لإصلاح الحنفيات وقنوات الصرف الصحي وتنظيف وتجيير جدران المجزرة، إفراغ الحفرة المستعملة لتصفية المياه القادمة من المجزرة، توفير أدوات التعقيم في مدخل المجزرة والزام مرتاديها بارتداء الكمامة، استعمال المياه الصالحة للشرب في تهييئ اللحوم، تسليم نسخة من مفاتيح المجزرة لممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالبروج
في سياق متصل، نشر مصطفى الدحماني منذ قليل من يومه الثلاثاء 26 يناير على حائطه بحسابه على الفايسبوك نسخة من المراسلة المذكورة وأرفقها بصورة أخرى مكتوب فيها بالمانشيط العريض “تفاعل” وذيلها بتدوينة يقول فيها “لا يعتقدن البعض أن التفاعلات المختلفة الأخيرة بشأن واقعة ” طارئة قديمة ومتجددة، عرت واقعا مهترئا ومشكلا بنيويا لم يكن مسكوتا عنه بالمرة يهم مرفقا حيويا من مرافق السوق الأسبوعي بالبروج، قد تشكل مصدر غضب أو قلق أو امتعاض إزاءها. بل على العكس من ذلك تماما، لأننا نؤمن عن وعي تام أن الإعلام باعتباره حلقة محورية ضمن حلقات المجتمع المدني، يظل فاعلا أساسيا في عملية الاصلاح والتغيير وأداة لتحقيق التنمية وقوة اقتراحية أساسية وفاعلة ولا يمكنه أن يتماهى مع دور السلطة سواء أكانت ادارية أو منتخبة. ودوره الاساسي ينهل من المبادئ والقيم الكونية والعالمية للمجتمع المدني كما هي متعارف عليها دوليا في إطار من الاستقلالية والفعالية والموضوعية والتجرد والنقد البناء المنتج البعيد عن ثقافة الخنوع أو الخضوع والتطبيل والتحامل والتآمر على حد سواء. لان سقف مطالبه دوما يبقى عاليا ودوره الحقيقي هو الضغط وتعرية الواقع الذي يحاول التغطية عليه أو تجاهله باقي الفاعلين (المجتمع السياسي والسلطة)”.
في هذا الصدد، أردف “الدحماني” في تدوينته “وهذا لا يعني بالضرورة أن المجتمع المدني عليه التعايش منسلخا عن محيطه الخارجي أو الخوض في حالة صدامية معه بل مطلوب منه أن يقوم بدوره في اطار من التكامل و التفاعل الايجابي و الاستقلالية، ومطلوب منه أكثر النظر الى الجزء الفارغ من الكأس لانه ببساطة ينشد الكمال و تمثل المثل و القيم العليا التي تؤطر مجال اشتغاله في شتى المجالات ( اجتماعية أو ثقافية أو رياضية أو بيئية أو تنموية أو غيرها …)، شكرآ على تقاسمكم جزءا من المعاناة اليومية المتواصلة، ونتمنى أن يظل تفاعلا متواصلا ….”