زيارة ماريسا سكوت القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية إلى سطات.. رسائل قوية إلى المنتظم الدولي وكابرانات الجزائر

حلت صبيحة يوم أمس الخميس 25 أبريل، بعاصمة الشاوية مدينة سطات، ماريسا سكوت، القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، في زيارة عمل حملت في طياتها رسائل قوية بالمانشيط العريض وأخرى مشفرة إلى المنتظم الدولي عامة وكابرانات الجزائر خاصة، يبقى أبرزها أن زيارتها لم تستهدف المدن الكبرى المغربية، بل همت مدينة صغيرة (سطات) متاخمة للعاصمة الاقتصادية، حيث وقفت على أن المغرب بمختلف نفوذه الترابي من طنجة إلى الكويرة ينعم بخصلة السلم والسلام واستتباب الأمن.
في ذات السياق، تترجم زيارة ماريسا سكوت إلى المغرب، روابط علاقة الصداقة العميقة والعريقة التي تجمع الولايات المتحدة الامريكية بالمغرب، كما تجسد أيضا، دينامية الانفتاح الذي انتهجها المغرب مع شركائه، الذين يتقاسمون معه هدف تحقيق التنمية الشاملة والعادلة والسلم، حيث تعود العلاقة الطويلة الأمد بين المغرب والولايات المتحدة إلى معاهدة السلام والصداقة في سنة 1787، عندما أصبح المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
في سياق متصل، شملت زيارة القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية عددا من المؤسسات العمومية بسطات، تنوعت بين السياسي في علاقته مع تدبير الشأن المحلي (قصر بلدية سطات)، والقطب الجامعي الأكاديمي من خلال جامعة الحسن الأول، والتراث اللامادي والثقافي من خلال زيارة القصبة الإسماعيلية، ما يؤكد لا محالة أن المغرب بلد المؤسسات.
في هذا الصدد، كان لزيارة القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية إلى مدينة سطات، عددا من البصمات والاعترافات الصريحة إلى الرأي العام الدولي، منها أن مختلف المباحثات مع مسؤولي مدينة سطات، تمت بفضاءات تتوفر خلفيتها على العلمين الوطنيين الأمريكي والمغربي تتوسطهما صورة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وكذا التقاط عدد من الصور مع مسؤولي المدينة أمام صور جلالة الملك محمد السادس بوجود العلم الوطني المغربي، عندما سلمها رئيس جماعة سطات مصطفى الثانوي عددا من التذكارات تؤرخ لزيارتها لعاصمة الشاوية من بينها منوغرافية على مؤهلات المدينة مترجمة إلى مختلف لغات العام، ما يوضح بجلاء أن المغرب بلد الانفتاح اللغوي والثقافي، وأخرى رفقة أعضاء المجلس البلدي لنفس المدينة أمام الزليج المغربي والنقوش المرصوصة للجبس المغربي ببهو قصر بلدية سطات، في إحالة طبعا لمحاولة استيلاء وزارة الثقافة والفنون الجزائرية في وقت سابق على الملكية الثقافية التراثية اللامادية للزليج البلدي المغربي بتقديمها طلبا في الموضوع لدى اليونسكو.
من جهة أخرى، قامت ماريسا سكوت بجولة في معرض تراثي صحراوي مغربي على هامش زيارتها للقصبة الإسماعيلية بسطات، حيث قدم لها التمر وحليب الإبل، وفق التقاليد المغربية المتأصلة من جهة، وتكريسا للتنوع الثقافي التراثي للتقاليد المغربية من شمال المغرب إلى صحرائه من جهة ثانية، كما تم منحها تذكارات صحراوية مغربية (أزياء مغربية صحراوية) تؤرخ لزيارتها،، إضافة لالتقاطها صورا للذكرى مع مغاربة الصحراء المغربية من تجار المعرض المذكور، بجوار بنيات تحتية دينية إسلامية (مسجد الملاح)، الشيء الذي يؤكد لا محالة أن المغرب نموذج متفرد لتعايش وتلاقح الحضارات والثقافات والأديان، دون الحديث عن انتقالها إلى الصرح الأكاديمي لمدينة سطات، متمثلا في جامعة الحسن الأول، ما يؤكد أن المغرب بمخلف مدنه بلد العلم والمعرفة وصناعة التميز، بعدما تمكن عدد من الطلبة المنتمين لنفس الجامعة من تحصيل منح دراسية أمريكية لمتابعة دراستهم بين البلدين.