بكل صدق.. هذه سطات التي نريد

بكل صدق.. هذه سطات التي نريد

المصلحة الفضلى لحاضرة سطات تقتضى وبدون مواربة القول ان المجلس البلدي للمدينة تأخر كثيرا فى اتخاذ القرارات والإجراءات الإصلاحية العاجلة المطلوبة، ما تسبب بشكل أساسى فى تفاقم وتراكم العديد من المشكلات التى ضغطت بشدة وبقسوة بالغة على أعصاب الشارع السطاتي، الذى يئن تحت وطأة تحديد الأولويات المراد معالجتها مبكرا (بنية تحتية، إنارة عمومية، تحرير الملك العام…)، والغيوم المحيطة بالسياسة الاقتصادية للمدينة التي توقفت عجلتها، ما يجعل مستقبل امتصاص البطالة محليا مجهولا إلى وقت لاحق.

إن نظرة فاحصة للمعطيات الماثلة أمامنا في الساحة السطاتية تؤكد ضرورة أن يكون الإصلاح الاقتصادي الآن وليس غدا والأمر لا يحتمل أي تباطؤ، أو تردد، ولا مجال للأعذار والحجج، فالقضية تتصل بحاضر ومستقبل عروس الشاوية المأزوم، إن لغة الأرقام لا تكذب، وتطرح الحقيقة مجردة، فحجم المصانع المستوطنة بمدينة سطات على قلتها لا يشغلون أبناء المدينة، بل لا يضعونهم ضمن أولوياتهم، كما أن عددا منهم لا يقدم للجماعة أية امتيازات أو عائدات تغذي خزينته المتهالكة ويمكن أن تشفع له، فحتى المنطقة الصناعية سيطابارك ظهر ممثلها  في ظروف مريبة داخل الدورة الأخيرة للمجلس وهو يلتمس الأعذار بشكل حرج على عدم أداء مستحقات الجماعة من استغلال الآلاف من الأمتار دون مردودية على المجتمع السطاتي وكأن الأمر يتعلق بخدام للدولة من نوع آخر.

بكل صدق، جماعة سطات مسؤولين وموظفين في أمس الحاجة إلى سياسة مالية وضريبية، وإجراءات حمائية معقولة وشفافة، مع ضرورة وضع خط أحمر على الكلمة الأخيرة بالمانشيط العريض، لكي نتمكن من تخطي أزماتنا الراهنة والمستقبلية، وجذب الاستثمارات، والمضي قدما في تنفيذ مشروعات التنمية الكبرى التي تضع في اعتبارها الأجيال المقبلة، وفتح آفاق رحبة للمواطنين الذين يبحثون عن الأمان الاقتصادي والمالي.

بكل صدق، على رئاسة جماعة سطات التي يقودها المخضرم مصطفى الثانوي ومن معه من الجيل القديم والحديث أن تعي جيدًا أنه لابد من دفع فاتورة الإصلاح، وهى فاتورة دفعتها كل المجالس المتعاقبة داخل قصر بلدية سطات، التي مرت بتجارب مماثلة، عليها أيضًا أن تدرك أن الساكنة السطاتية تحن للماضي وتقلب بين الفينة والأخرى صفحات التاريخ السطاتي المجيد، أكثر من رؤية المستقبل وهو مؤشر خطير بأن الحاضر والمستقبل لا يبشر بالخير،  وهو ما أوصلنا لما نكابده اليوم من متاعب وهموم متكاثرة لا مجال لاستمرارها، فمنذ ثمانينات القرن الماضى إلى اليوم أهدرنا فرصًا متتالية للإصلاح الاقتصادى نتيجة تهرب مختلف أبرار المدينة من مسؤولياتهم وتركهم المدينة على شكل بقرة حلوب يشرب من لبنها كل عابر، ووظفه البعض للثراء، ورافقه استشراء مرعب للفساد بشتى تلويناته.

بكل صدق، يحز في النفس ما بلغته مدن مجاورة، بدأت مسيرتها التنموية خلفنا وأخرى معنا وكنا نسبقها بخطوات من تقدم ورقى، بينما نحن لم نبرح مكاننا، ونتعثر كلما حاولنا النهوض، بل سقطنا في عدد من المحطات دون أن نقاوم لننهض متدرعين بعديد من الأعذار الواهية، إن مدينة سطات تحتاج فى هذه اللحظة إلى التئام أبنائها البررة بعيدا عن السباق المحموم لنيل الكراسي أو الغنائم، وأن يستوعب الكل أنه لا إصلاح بدون ألم، فالألم جزء من تكاليفه.