بالفيديو: سطات تحتفل باليوم العالمي للحمير

تحتفل شعوب العالم، باليوم العالمي للحمير، الذي يصادف 8 ماي من كل سنة، وهو تقليد دأبت على إحيائه فعاليات حقوقية تدافع عن الحيوان في كل بقاع العالم، حيث سعى هذا التقليد، لإعادة الاعتبار لهذا الكائن الذي يصنف في التمثل الشعبي أغبى حيوان.
بمدينة سطات، وغير بعيد عن عدد من المؤسسات الإدارية الحيوية، خطفت عدد من المشاهد المؤلمة لتجول الدواب والعربات المجرورة بها، الأنظار سواء للمارة أو سائقي المركبات، منها من تم توثيقه بصور وصلت بعضها إلى شبكات التواصل الاجتماعي فايسبوك وأخرى احتفظ بها أصحابها لسبيل السخرية في مجالسها حول عروس الشاوية التي تم سلبها عنوة ملامحها الحضرية، الشيء الذي يرجح إمكانية تطبيع مسؤولي المدينة على اختلاف مواقعهم ورتبهم مع ظاهرة انتشار الدواب، احتفاء باليوم العالمي للحمير، يتوفر سكوب ماروك على نسخ من صور شاهدة لتجول الدواب والعربات المجرورة بها في عدد من المواقع الحساسة (الغولف الملكي الجامعي، مقر الإقامة العاملية، ولاية أمن سطات، بنك المغرب، القصبة الإسماعيلية، ساحة الحصان، بلدية سطات…).
دواب منفردة وجماعية وأخرى تجر العربات (الكراول) تجوب بكل حرية مدينة سطات، ما يرسم مظهرا بدويا خالصا يلقي بظلاله على عاصمة الإقليم، حيث يلاحظ كل زائر أو قاطن للمدينة عشرات العربات في معظم الأحياء والشوارع والأزقة، وهي تنقل البضائع والركاب ويسوقها قاصرون نيابة عن آبائهم أو أقاربهم، وبحكم تصرفاتهم الطائشة فقد أصبحوا يشكلون خطورة كبيرة على صحة وسلامة المواطنين، بعدما استباحوا حتى الشوارع الرئيسية والقلب النابض للمدينة، دون الحاجة لتعداد تداعيات وانعكاسات الظاهرة، التي قد تصل إلى تهديد أرواح المواطنين، بعدما أجهزت عربة مجرورة بدابة في وقت سابق على رجل ستيني أردته قتيلا مساء يوم الاثنين 21 شتنبر من السنة الماضية، بحي سيدي عبد الكريم غير بعيد من الملحقة الإدارية الأولى بمدينة سطات.
من جهته، لم يتوانى المجلس الجماعي لمدينة سطات في اصدار العديد من المقررات الجماعية في اطار دوراته العادية والاستثنائية تصب كلها في اتجاه المنع الكلي لسير و جولان العربات المجرورة، كان اخرها في دورة أكتوبر 2019، والذي اكتسب قوة في صياغته بحضور باشا مدينة سطات و ممثلين عن المنطقة الاقليمية للأمن الوطني، ما مكن من اصدار مقرر مغاير للمقررات السابقة فيه نوع من الزجر و الضرب بيد من حديد على أرباب هذه العربات المجرورة، التي أصبحت تشكل نقطة سوداء داخل المدينة خاصة في المحور الطرقي الرابط بين حي سيدي عبد الكريم ومدارة زنقة القايد علي المعروفة بـ”الذهيبية” مرورا بمقبرة مولاي احمد بمعدل حوالي 24 عربة تستعمل في نقل المواطنين بمبلغ درهمين، لكن مع مرور الوقت تبين أن هذا المقرر الجماعي انضاف لنظرائه من المقررات الجماعية في نفس الموضوع التي يتجاوز عددها 13 مقرر حول الدواب والعربات المجرورة بالدواب، تظل حبيسة أرشيف المؤسسات المسؤولة عن حلحلة الملف (جماعة سطات، سلطة محلية، أمن وطني)، مع ضرورة الإشارة لتواجد لوبي من الفعاليات السياسية يدافعون عن هذا النوع من اللاتحضر بقوة وبشراسة، بل أكثر من ذلك أن منهم من بادر الى مساعدة مستعملي العربات المجرورة بالدواب في تأسيس جمعية خاصة بهم ظاهرها جمعية للدفاع عن حقوقهم وباطنها غطاء لحزب سياسي تستعمل إبان الفترات الانتخابية.
جدير بالذكر، أن موضوع العربات المجرورة بالدواب، ليس وليد اليوم، حتى لا يلام فقط القابعون على كراسي التدبير حاليا، لأن الظاهرة إرث متوارث عن عدد من المسؤولين، الذين تعاقبوا على تدبير حاضرة سطات إلى أن وصل اليوم إلى تطبيع غير مسبوق مع هذه الآفة.
إذا كانت التشريعات القانونية متعددة، في رصد وزجر أصحاب العربات المجرورة، وإذا كانت سلامة المواطنين مشتركة بين المجلس بلدي والسلطات المحلية والأمن الوطني، الذين يتقاذفون المسؤوليات فيما بينهم ويوارون عجزهم عن التدخل عبر رمي الكرة بين الفينة والأخرى في مرمى كل منهم، في وقت أن ساكنة عروس الشاوية تحلم بمدينة تأويهم، يرفضون أن تظل سطات مدينة العربات المجرورة بامتياز، بل يتوقون إلى فضاء أجمل يكبر فيه أطفالهم بعيدا عن عربة وحمار يتقاسم معهم الطريق والسير والأكل والنوم أحيانا، وفي انتظار أن تتحقق أحلامهم لازالوا يثقون فيما ستسفر عنه تحركات الثلاثي المسؤول في مواجهة الظاهرة قصد تحقيق ذلك.
باقي التفاصيل في الفيديو أسفله