ربورطاج 2: الصردي وراء القضبان بسطات واستمرار الفوضى والارتجالية في موسم الغليمي لليوم الثاني

ربورطاج 2:  الصردي وراء القضبان بسطات واستمرار الفوضى والارتجالية في موسم الغليمي لليوم الثاني

بعدما استوعب القائمون على المعرض الوطني للصردي أنهم أخلفوا الموعد مع الزوار وخاصة ساكنة مدينة سطات، قاموا بإغلاق للرواق الذي يضم مقاولات وأبناك تم استقدامها لعرض إشهاراتها مع سؤال يحتاج لإجابة ويتعلق بالجهة المستفيدة من مداخيل هذه الاشهارات، بالإضافة لرواق الصردي الذي تحول من نعمة إلى نقمة على المنظمين على اعتبار عدم قدرتهم على استيعاب المواطنين الذين حلوا لحضور الحدث فيما جعله آخروه مناسبة للاغتناء بعد دفع مشاهد الحولي لـ 30 درهم كتذكرة مشاهدة كبش الصردي، مما يجسد غياب استراتيجية توقعية لعدد الزوار من طرف المنظمين وغياب رصد المعيقات المحتملة وطرق تجاوزها بشكل مسبق من طرف القائمين على النشاط وهو ما متعارف عليه وطنيا ودوليا عند عملية تركيب وإعداد مشروع معين.

يا سادة، الهفوات والزلات التنظيمية للقائمين على معرض الصردي دفعهم لإغلاق أبوابهم امام الزوار ووضع ثلاث حراس امن خاص عند البوابة قبل عصر اليوم وإحاطة البوابة الرسمية بحواجز حديدية، مما جعل الزوار يغيرون وجهتهم نحو باقي المعارض الوطنية الأخرى المجاورة  (معرض المنتجات المجالية، معرض الصناعة التقليدية..) وخاصة ساحة التبوريدة لموسم سيدي لغنيمي التي حظيت بحصة الأسد من حيث الزوار.

فكيف تم التعامل مع هذه المتغيرات في برنامج هذه المعارض وكيف استدرك القائمون على هذه الأنشطة الموقف؟ هي أسئلة وأخرى يسلط عليها طاقم سكوب ماروك الضوء في سرده لتفاصيل اليوم الثاني مما سمي بهتانا معرضا للصردي الذي تحول من معرض عمومي إلى معرض مغلق خاص بالعارضين والمنظمين فقط.

مستشارو جماعة سطات ممنوعون من ولوج مهرجانهم السنوي

عاين طاقم سكوب ماروك قيام بعض حراس الامن الخاص بمنع بعض أعضاء المجلس البلدي لمدينة سطات رغم توفرهم على ما يدلي بذلك كمنظمين للنشاط "باذج" تم توزيعهم عليهم كما هي العادة في كل دورة، باستثناء أن هذه السنة عرفت حالات خاصة من خلال منع مستشاري جماعة سطات وتعريضهم لوابل من السب  والتعنيف من طرف حراس الامن الخاص الشيء الذي أدخلهم في حالة هيجان وغادروا المكان مقاطعين موسما من تنظيمهم، نظرا لغياب محاور أو ممثل لجماعة سطات عند البوابة قصد التعرف على الأعضاء وإعطاء الاوامر للحراس الخاصين للسماح لاعضاء المجلس بالولوج للمنصة الشرفية.

موسم سنوي للتبوريدة يتحول إلى حملة انتخابية

للأسف، تحول موسم سيدي الغليمي للتبوريدة إلى فضاء للحملات الانتخابية بعدما استغل بعض مستشاري المجلس الجماعي الفرصة وعملوا على طبع مئات الدعوات الورقية تم توزيعها بالمئات على بعض المحظوظين بشكل يفوق الطاقة الاستيعابية للمنصة الشرفية لموسم سيدي الغليمي، مما جعل المائات منهم يجلس على الأرض في المكان المخصص للسير بعدما امتلأت الكراسي المخصصة لهذا الغرض، كما أن نفس الفضاء اقتحمه متشردون ومتسولون  وثقهم طاقم سكوب ماروك بالصوت والصورة.

هذا وبقي مئات الزوار الآخرين يتوفرون على دعوات أو "باذجات" أمام البوابة بعدما تم منعهم من طرف حراس الامن الخاص نظرا لامتلاء ساحة المنصة الشرفية عن آخرها، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن المكلف بطبع وتوزيع هذه الدعوات والباذجات بشكل لا يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمكان، حيث من أعضاء المجلس من توصل بدعوة وحيدة وآخرون محظوظون نالو نصيب الأسد.

المصحة المتنقلة بدون كهرباء أو ماء

تعرض ثلاثة فرسان لإصابات متفاوتة الخطورة  بواسطة "الرش" المترتب عن طلقات بندقياتهم أثناء الاستعراض، مما تطلب نقلهم إلى خيمة مخصصة للصحة عاين طاقم سكوب ماروك عدم توفرها على أدنى شروط الاشتغال والسلامة الصحية، حيث أنها لا تتوفر على كهرباء أو ماء لإنعاش المصابين أو غسل الممرضين لأيديهم قبل عملية معالجة المرضى، مما اضطر الطاقم الطبي والتمريضي إلى نقل المصابين على متن سيارة للإسعاف صوب مستشفى الحسن الثاني بسطات.

هذا واختار بعض من الزوار اقتحام هذه المصحة وتحويلها إلى معبر لولوج المنصة الشرفية للموسم، كما عمل آخرون على اتخاذ بوابتها مكانا للفرجة مما أعاق دخول المصابين إلى المصحة… دون الحديث عن تغييب الطاقم التمريضي والطبي من المأكل والماء الصالح للشرب مما اضطرهم إلى طلبه من ماليتهم الخاصة في ظل عدم سهر الطاقم المنظم على تلبية حاجات هذه الأطقم التي تشتغل على مدار الساعة لتقديم خدمات لزوار ومشاركي هذه الموسمي للتبوريدة.

الصحافة تحت أشعة الشمس مباشرة

في الوقت التي دأبت كل المهرجانات الوطنية على توفير جناح خاصة بوسائل الاعلام والصحافة، أبى منظمو موسم سيدي لغليمي إلا أن يخلقوا الاستثناء من خلال الدفع بممثلي صاحبة الجلالة "الصحافة" إلى زواية تحت أشعة الشمس الحارقة غير مراعين لزاوية التقاط الصور أو توفير فضاء يحترم أبسط شروط الاشتغال لتغطية صحفية لحدث من هذا النوع من قبيل كهرباء لضمان اشتغال حواسيبهم خاصة بالنسبة للصحافة الالكترونية، الشيء الذي اضطر معه ممثلي الصحافة إلى التنقل ذهابا وإيابا إلى المقاهي المجاورة بحثا عن كهرباء مما يفوت عليهم بعض تفاصيل هذه الحدث السنوي.

هذا ولم يسلم ممثلو المنابر الصحفية من مناوشات ودخولهم في متاهات وبمشقة الأنفس إلى المهرجان رغم توفرهم على باذج يكشف هويتهم وصفتهم الصحفية.

منظمون يطمحون لتحويل العناصر الامنية إلى حراس خاصين

كشفت مصادر سكوب ماروك أن الاجتماعات الاستباقية الاولى التي احتضنتها عمالة سطات والتي ترأسها عامل الإقليم بحضور كل المصالح الخارجية المعنية بتنظيم المهرجان، عرفت مداخلة لممثل العناصر الامنية تكشف تشخصيهم الاستباقي لعدد الزوار المحتمل ومطالبتهم المنظمين لتوفير ما يناهز 120 عنصر أمن خاص قصد  ضمان سير سليم لبرنامج هذا الحدث الوطني، وهو الشيء الذي التزم به القائمون على هذا المعرض الوطني نظريا، في حين أن ميدانيا توصل سكوب ماروك بمعلومة أن المنظمين لم يوفروا إلا 31 عنصر أمن خاص وهو الشيء الذي خلق ارتباكا للمنظمين مع حجم الزوار الذين تهافتوا لحضور هذا الحدث، محاولين الاستنجاد بالعناصر الامنية لولاية أمن سطات قصد تحويلهم إلى أمن خاص، الشيء الذي قوبل بالرفض لعدم الاختصاص واكتفوا بعملهم اليومي الدؤوب لضمان عدم تسجيل أي اعتداءات أو سرقات بالمكان، حيث كشفت مصادر سكوب ماروك أن العناصر الامنية تمكنت من اعتقال مبحوثين عنهما الأول في السرقة من داخل السيارات والثاني رصدته كاميرا مراقبة لمحل تجاري بزنقة القايد علي (الزنقة الذهيبية) وهو يقوم بالسرقة، حيث تم ايقافهما ووضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معهما في المنسوب إليهما.

ألى يكتفي المنظمون بان العناصر الامنية ضاعفت أعدادها بأزيد من 10 مرات بالمكان ومحيطه وجهزت وحدة قارة بالمعرض واستنفرت عناصرها وتجيهزاتها في حملات تمشيطية ذهابا وإيابا لفرض استتباب الأمن بالمعرض، رغم الطلبات والحاجيات المتزايدة للعناصر الامنية في تغطية باقي أحياء المدينة. إن التنظيم يدخل ضمن اختصاصات القائمين على المعرض وليس العناصر الامنية فلا نحاول أن نغطي الشمس بغربال…

الوقاية المدنية أعذرت وأنذرت سابقا

كشفت مصادر سكوب ماروك ان الوقاية المدنية لمدينة سطات أعذرت وأنذرت سابقا في اجتماعات رسمية لتغييبها في اطار المقاربة التشاركية من اعطاء مقترحاتها وخاصة ما يتعلق بسلامة زوار ومشاركي هذه المعارض، وها هي اليوم وحسب ما عاينه طاقم سكوب ماروك أنهم يعانون الأمرين بعدما لم تعر اللجنة المنظمة لاقتراحاتهم المتخصصة من غياب منافذ السلامة وإخراج المصابين في استعراضات التبوريدة نظرا لإغلاق كل الممرات بالحواجز الحديدية كما أن شارع الجنرال الكتاني المجاور لهذا الحدث يصعب به تنقل سيارة الاسعاف عند محاولة نقل نفس المصابين بعد إخراجهم من وسط الموسم بمشقة الأنفس، حيث أن سيارة الإسعاف تضطر لتغيير مسارها واختراق بعض الأزقة الصغرى، لانقاذ المصابين وإيصالهم في وقت مبكر لمستشفى الحسن الثاني لتلقي العلاج. كل ذلك لأن المنظمين لم يفتحوا صدورهم للإنصات إلى اقتراحات الآخرين وخاصة ذوي الاختصاص.

…يتبع…