ربورطاج: غول الصردي بسطات يقتات على معارض موازية ويثير الجدل.. الفوضى والارتجالية سيدة الافتتاح الرسمي

لأول المرة في تاريخ "الصردي"، سهرت الفعاليات السياسية والترابية والجمعوية والإدارية بإقليم سطات على التوحد لمنح ثقتهم لجمعية قصد التكلف بتنظيم احتفالية وطنية قصد الاحتفاء بهذه السلالة من خلال تنظيم معرض وطني لـ "مهني الصردي"، عاملين على رصد كل إمكانياتهم المادية واللوجيستيكية والبشرية لدعم الجمعية لإنجاح الحدث، لكن !!

معرض وطني ينظم في قلب الشاوية النابض مدينة سطات يغلق أبوابه مباشرة بعد مغادرة الوفد الرسمي الذي افتتحه، قائمون على المعرض اختفوا على الأنظار وتركوا زوارا يشكلون ساكنة المدينة امام أبواب بلاستيكية موصدة يعجزون عن ولوج معرض ينظم من اموالهم "دافعي الضرائب"، يقال أنه بسبب الكثافة الهائلة للزوار !!!اأما موسم سيدي لغنيمي للتبوريدة فغادره منظموه في وقت مبكر تاركين جحافل من المواطنين اقتحمت المنصة الشرفية وساحة التبوريدة جعلت معه الوفد الرسمي لا يجد كراسي لمشاهدة ومتابعة العروض المقدمة واضطر معها مسؤول إقليمي للجوء إلى طاولة للجلوس في حين بحث عامل الإقليم بمشقىة الانفس رفقة وفده على اماكن شاغرة للجوس، وآخرون من الفراشة حولوا شارع الجنرال الكتاني إلى قيسارية عشوائية وخيام لسرب من الفرسان بدون كهرباء أو انارة رغم استقرارهم منذ زهاء ثلاثة أيام.. فكيف تصرف القائمون عند اختيار الشركات المفوض لها بالتنظيم؟ وكيف تم تفويت صفقات المعرض؟ ومن يستخلص مداخيل الإشهارات الموضوعة بالمعرض؟ وكيف يتم صرف مصاريف المعرض؟ لماذا تم استثناء العناصر الامنية والوقاية المدنية في اولى اللقاءات الاستعدادية للمعرض؟ عشرات الأسئلة التي يمكن طرحها وطاقم سكوب ماروك سيحاول تسليط الضوء على حيثيات اليوم الأول لهذا المعرض رغم المحاولات الحثيثة لبعض المسؤولين لالتماس العذر من طاقم سكوب ماروك ودفعه للتراجع على ربورطاج المكاشفة محاولين الاختفاء وراء "مصلحة تلميع صورة المدينة"، لكن إذا كان مصلحة المدينة تهمهم فعلا كان حري عليهم احترام انفسهم والمسؤوليات التي على عاتقهم بدل الاستهتار بساكنة برمتها.

كبش الصردي يتحول إلى غول

معرض أكباش الصردي والذي تحول إلى غول تم تضخيمه من بعض الأقلام الصحفية والمنابر الإعلامية التي تم انتقائها بعناية من مقاولة للإنتاج استحوذت على صفقة التواصل والصحافة بقدرة قادر لهذا الحدث الوطني من شركة حديثة النشأة يعود تأسيسها لسنة 2017، قامت باستقدام بعض المنابر الصحفية والعمل على مساومتها لوضع اشهارات شبه مجانية وعلى حد قول صحفي "قالو لينا تعاونو معنا راها مدينتكم وغادي نعطيوكم ثمن رمزي"، فهل مقاولة التواصل أخدت الصفقة بالمجان كتعاون منها مع مدينة سطات؟ انها انطلاقة العبث من مهرجان يقال انه مهني لكن حقيقة الامر والتي نسير على سردها في باقي الفقرات ستؤكد أن القائمين على النشاط لا زالوا في قسم الهواة ولا علاقة لهم بالإحتراف.

المعرض الوطني للصردي كما قلنا تحول إلى غول إلتهم باقي المعارض الوطنية المنظمة موازاة معه من معرض المنتوجات المجالية، معرض الصناعة التقليدية، موسم سيدي الغنيمي…الشيء الذي دفع القائمين عليه إلى الاكتفاء بالاختباء داخل رواق قيل أنه "كوميسيرية" ولقاؤهم بات يتطلب موعدا، خاصة بعد الافتتاح الباهث الذي عكس بشكل جلي تواجد أكثر من مسؤول وغياب التنسيق، وهمجية في التنظيم "كل واحد باغي يدير فيها مسؤول".

مجلس جماعي يجهل تاريخ مدينة يسيرها

أفاد السيد محمد عقيل رئيس جمعية  تامسنا  للتبوريدة والحفاظ على الموروث والثقافي الأصيل واحد رواد فن التبوريدة بالمنطقة أن تنظيم موسم سيدي الغليمي بسطات يعود الى تاريخ ما قبل الحماية، حيث نظم منذ سنة 1900 إلى غاية 1909 بقصبة المدني بطريق الكيسر، ومنذ سنة 1910 الى غاية 1913 ينظم بالدشرة باتفاق اعيان الاقليم، وفي سنة 1914 الى غاية 1978 بالقصيعة مكان تواجد مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة، وسنة 1979 تم تنظيمه بمكان تواجد ملعب الكولف الجامعي، وسنة 1982 تم تنظيمه بالمنطقة الصناعية لسطات، حيث لم يتم تظيمه بعد ذلك لمدة أربع سنوات بسبب ضعف الموسم الفلاحي ليتم تنظيمه سنة 1986 بنفس المكان الى غاية سنة 1998، ليتوقف سنتين قبل أن ينظم سنة 2001، ولم ينظم بعد ذلك الا سنة 2005 بمبادرة من جمعيات متخصصة في فن التبوريدة ليتوقف الى غاية 2011، قبل أن ينظم لسنوات متتالية بنفس المكان الأخير إلى غاية سنة 2013 حيث تم تنظيمه بطريق كيسر. والسؤال الذي يطرح من خلال مقارنة بين تاريخ عدد دورات تنظيم الموسم ودورته الثاني عشرة لهذه السنة التي يدعيها المجلس البلدي، فهل المجلس البلدي يجهل تاريخ الوالي الصالح سيدي الغليمي وبالتالي تاريخ مدينة يسيرها؟ أم أنه لم يكلف نفسه لقراءة ربورطاج نشرناه في الدورة السابقة نحاول تنويه المجلس البلدي على تاريخ مدينة يسيرها…

ندوة صحفية تتحول إلى فرصة لاقتناص الأقلام وسوق لشراء الخطوط التحريرية

ندوة صحفية تحولت  إلى لقاء تواصلي اقصيت فيه الصحافة السطاتية بعد ترحيب المنظمين بباقي المنابر الوطنية واستثناء السطاتية منها، مما حدا بثلة من الأقلام الممثلة لمنابر صحفية إلى الخروج ببيان استنكاري في هذا الصدد، دفع المنظمين إلى الاستنجاد بقسم الإعلام بعمالة سطات لتزويدهم بلائحة المنابر الصحفية استثني منها طاقم سكوب ماروك لأسباب مجهولة رغم أن نشرة سكوب ماروك الورقية والالكترونية قانونية وتستند إلى قانون الصحافة والنشر الجديد ومثل هذه الممارسات هروب إلى الامام من الأقلام الصادقة التي تلتزم عدم بيع خطها التحريري مقابل إشهارات لتلميع معرض وطني خرج مائلا منذ انطلاقته الاولى، حيث عقد لقاء ثاني مع الصحافة بالإقليم تم توجيه بعضها إلى شركة للاستفادة من اشهارات خاصة بالمعرض لضمان صمتها وعدم كشفها للمستور وخاصة ما يتعلق بميزانية المعرض الوطني والتي يشوبها الغموض "المداخيل والمصاريف" و لم يسلم تفويت التنظيم لشركة خاصة في ظروف اعتبرها البعض غامضة من انتقادات الشيء الذي جعل لبسا يكتنف العديد من علامات الاستفهام دون الإجابة عنها.

الموسم محاولة لتبييض ماء وجه مسؤولي المدينة

يراهن القائمون على تنظيم المعرض الوطني لسلالة الصردي بمعارضه الموازية على محاولة تشتيت الانطباع الذي كونته ساكنة المدينة على بعض مسؤولي المدينة لما تراكم من مشاكل و مشاريع متوقفة داخل سطات، حيث يشكل المعرض نقطة مهمة لمحاولة در الرماد في عيون المحتجين، حيث عمل المجلس الجماعي على طلاء جدران الدور السكنية الهامشية والمؤسسات التعليمية بـ "الجير" الأبيض لإخفاء تجاعيدها، واستنباث طوارات  بجوار الأرصفة في الطرق المؤدية لهذا المعرض وكأنهم يدبرون مدينة لمدة ثلاثة أيام فقط.

حيث حاول المنظمون تسخير جل موظفي الإدارات العمومية المشاركة من قريب في المعرض وخارج أوقات العمل لإنجاح هذا الحدث في غياب لكل ظروف الاشتغال من تعويضات وتنقل وتصاريح للعمل.

متضررون يقتنصون فرصة المعرض للاحتجاج

اقتنص مجموعة من متضرري ودادية بدر السكنية فرصة تنظيم المعرض الوطني لسلالة الصردي بجوار مقر الودادية ليخرجوا عبر لافتة بالمانشيط العريض يستنجدون من خلال الشعار الذي تضمنته بصاحب الجلالة الملك محمد السادس لإنقاذ أرزاقهم التي تم التلاعب بها لعدة سنوات دون أن يتم فتح تحقيق في الموضوع وكشف المورطين والمتواطئين في الملف.

خروج المتضررين في افتتاح المعرض قصد الاحتجاج في هامش المعرض لم يأتي اعتباطا بل قصد إيصال رسائلهم الاحتجاجية إلى المسؤولين الذين حلوا على اختلاف مناصبهم لإعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا المعرض الوطني.

متاهات قبل الوصول للمعرض الوطني

يضطر زوار المعرض الوطني للصردي قطع الكيلومترات في طرق لا تخلو من مفاجئات من قبيل الإنتشار الواسع لكافة انواع الفراشة والباعة على متن العربات التي استعمرت شارع الجنرال الكتاني، يتحمل خلالها وزر الطريق المحفرة والإنارة المنعدمة باستثناء بعض أعمدة الشموع التي نصبت مؤقتا في ساحة الحدث وفي غياب لحافلات النقل الحضري اللهم إذا استثنينا بضع الدراجات الثلاثية العجلات (التريبورتور)التي تحولت إلى الوسيلة الوحيدة لنقل ذوي الدخل المحدود والمنعدم من ساكنة المدينة في ظروف غير انسانية إلى ساحة المعرض. رغم كل ذلك، لم يمنع تدهور البنية التحتية للمنطقة خاصة على مستوى الشبكة الطرقية و الإنارة والنقل آلاف الزوار من الحج إلى المعرض.

…يتبع…