ربورطاج: عزل شرفاء نقابة الصحة بسطات إعدام للنزاهة.. الطرد نتيجة لخرق واجب أم انتهاك لحرية الرأي والتعبير؟

خرج المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل الذي قيل أنه اجتمع بالدار البيضاء في 16 مارس 2017 بحضور ثلثي أعضائه لدراسة الأوضاع والتداول في بعض القضايا التنظيمية الطارئة قبل أن يخرج بقرار طرد وتوقيف بعض العناصر وتجميد الهياكل التنظيمية لإقليم سطات… هذا القرار والذي خلف ردود قوية وجدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة بإقليم سطات نظرا لطبيعة الأسماء الموقوفة والمطرودة داخله ووزنها نقابيا داخل المدينة، حيث أطلقت فعاليات جمعوية وحقوقية العنان لصور تحمل وجوه بعض المطرودين ويعلنون تضامنهم اللامشروط مع أشخاص اشتهروا بتعبيرهم عن آرائهم وانتقاداتهم الكبيرة للوبي الفساد سواء داخل تنظيمهم النقابي أو خارجه، ممّا فتح النقاش حول أحقية تعبير النقابيين عن آرائهم وعلاقة ذلك بواجب التحفظ.. فهل تريد القيادة الوطنية تطبيق المثل المعروف "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"؟ أم أنها تحاول تكميم أفواه مناضليها المدافعين على الحقوق المشروعة سواء للشغيلة الصحية أو المواطنين والإبقاء على من يكرس التطبيل للقيادة الوطنية فقط؟ أم أن القيادة الوطنية تحولت إلى ماكينة لتنزيل قرارات تخدم أجندة محظوظين وتبثر كل الشوائب على حد تعبيرها؟
سكوب ماروك يسلط الضوء على الخرجة المهزوزة لنقابة في العناية المركزة عبر جرعة أنسولين لبيان طللي تحاول تبيبض وجهها به لتصطدم أن نقابيا "مدعو" يوسف الزروقي ورفاقه فلسفة نضالية وليس ارتباط بهياكل أو أشخاص….
دعم واسع للمطرودين.. يوسف الزروقي نموذجا
ووَجد النقابي يوسف الزروقي الذي يصنّف بمدينة سطات وخارجها ضمن دائرة "مناضلي الرأي"، دعمًا كبيرًا من طرف مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمدنية الفاعلة بالإقليم، فقد خرج المئات من نشطاء شبكة التواصل الاجتماعي يطالبون بإنصافه ويتضامنون معه بشكل ملفت أحرج معه القيادة الوطنية للنقابة المذكورة وبيانها الطللي، كما اعتبر آخرون عزل الزروقي ورفاقه يربك مسار التأسيس لاستقلال النضال ويهدد المناضلين الشرفاء النزهاء في حقهم عن التعبير وهو الامر الذي تضمنه لهم كل الأعراف الدولية والقوانين الوطنية وأهمها الدستور المغربي.
القيادة الوطنية لنقابة الصحة تحس بالخطر القادم
بعدما توالت التقارير والاخباريات بتحركات مناضلي سطات في قطاع الصحة بشكل ملفث أحرج معه عشرات المسؤولين المتعاقبين في مواقع المسؤولية على مؤسسات الصحة بمن فيهم وزيرهم الوردي، وبعدما تناهى لمسامعهم أن مناضلي سطات لم ولن يتحولوا إلى انتهازيين يساومون بقضايا الشغيلة الصحية وهموم المواطنين، خاصة ما يتعلق بالصفقات والتعيينات المشبوهة والتنقيلات المحسوبة جاء قرار القيادة بعزل رؤسائهم وتجميد هياكلهم لتقزيمهم بنية ترهيب باقي المناضلين في ربوع المملكة المغربية والإجهاز على حقهم في التعبير، فيوسف الزروقي ورفاقه كانوا يعبرون عن آراء تنسجم مع قضايا تنسجم وروح المواطنة ويطالبون بربط المسؤولية بالمحاسبة ويلتمسون المكاشفة بدل ما تقوم به القيادة الوطنية في تمويه الرأي العام بالدفاع عن مصالحهم في حين ما هي إلا غطاء لاقتناص فرص و استخلاص ثمن صمتهم على قطاع حيوي نقره سرطان الفساد من كل جوانبه.
تغريدات الزروقي على الفايسبوك كانت وطنية
إن تعبير المناضل يوسف الزروقي عن رأيه على شكل تغريدات في شبكة التواصل الاجتماعي تتيحه له المواثيق الدولية والدستور المغربي، لا سيما أن آراءه لا تلحق الضرر بالغير بل يكشف فيها رأيه الشخصي من بعض الممارسات النقابية بعيدا عن رأيه النقابي الذي لا يمكن أن يأخده في ظل مكتب وهيكل تنظيمي له قراراته التي تؤخد بصبغة جماعية.
من هو يوسف الزروقي الذي خصصت له القيادة الوطنية للقابة فقرة خاصة به في بيانها؟
يوسف زروقي من مواليد 10 غشت 1988 حاصل على دبلوم ممرض مجاز من الدولة سنة 2010 من معهد تأهيل الاطر في الميدان الصحي بسطات، ناضل محليا ووطنيا من خلال التنسيقية الوطنية للممرضين والطلبة الممرضين من أجل إلغاء مباراة ولوج الوظيفة العمومية بوزارة الصحة و كذا التصدي انداك لمشروع المرسوم المشؤوم لوزيرة الصحة ياسمينة بادو المتعلق بإدماج تقنيين خواص كممرضين بوزارة الصحة.
ولج الزروقي سلك الوظيفة العمومية كممرض بقطاع الصحة سنة 2011 ليلتحق سنة 2013 بالنقابة الوطنية للصحة ك د ش وانتخب عضوا بمكتبها المحلي، حيث خاض سنتي 2013 و 2014 مع رفاقه بالنقابة معاركا نضالية شرسة ضد لوبي الفساد المتحكم في التدببر المالي والتلاعب بالصفقات العمومية لأكبر مؤسسة استشفائية آنذاك بجهة الشاوية ورديغة توجت بإعفاء المسؤول الرئيسي عن تلك الخروفات والاختلالات. .
أما في سنة 2015 انتخب عضوا باللجان الثنائية رفقة 6 مناضلين من النقابة الوطنية للصحة بسطات حيث اكتسحوا نتائج انتخابات اللجان الثنائية بالإقليم، لينتخب ايضا في سنة 2016 امين مال الفرع الاقليمي للنقابة الوطنية للصحة ك د ش وكان ناطقا باسم التنسيق النقابي الدي خاض 5 وقفات احتجاجية قوية تم على اثرها اعفاء مسؤول الموارد البشرية بالمديرية الجهوية لجهة الشاوية ورديغة. إنه ناشط بالحراك التمريضي"حركة الممرضات والممرضين من اجل المعادلة" على المستويين المحلي والوطني. فهل يستحق يوسف الزروقي التنكيل بهذه الطريقة من خلال إدراج اسمه في بيان النقابة [ "المدعو" أم أن الحقيقة تحتم على النقابة الوطنية وضع صورة له كرمز لشرفاء المناضلين في مركزيتها حتى يتسنى لجيل الغذ معرفة المناضلين الحقيقيين الذي سبقوه ولم يساوموا في قضايا الصحة.
هاتوا برهانكم وهذا برهاني...
وحتى أكون جازما أن يوسف الزروقي ورفاقه من شرفاء النضال النقابي وأكثرهم طهرا، اسألوا قسم الإستعلامات بولاية امن سطات، اسألوا قسم الشؤون العامة بعمالة سطات، اسألوا العناصر الأمنية للمدينة، اسألوا ممثلي الإدارة الترابية من السلطة المحلة، اسألوا باقي النقابات الوطنية، اسألوا أسيادكم وذو نعمتكم، اسألوا مسؤولي الصحة الذين تعاقبوا بإقليم سطات، اسألوا خونة القطاع، لتعرفوا بالملموس حجم وكم الرسائل التي حملت اسم الزروقي ورفاقه كقائد مناضل يقود وقفات نضالية ليس للاستجمام على حساب قضايا الشغيلة الصحية وهموم المواطنين ولكنه لإيمانه الراسخ كابن الشعب وجاء لخدمة قضايا الشعب.
يا سادة، قصة الزروقي تحيلني على قصحة إخوة يوسف الذين جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا القميص. وقالوا ما أنت بمطمئن لما نقوله؟ لهذا فبيان النقابة المذكورة لن ينال من السمعة الطيبة لشرفاء النضال بالإقليم والفعاليات الجمعوية والحقوقية للإقليم غير مطمئنة للبيان وخير دليل خرجتها الفايسبوكية لنصرة الزروقي ورفاقه واعلانهم تضمنهم اللامشروط. فهل تتوفرون يا قيادة وطنية للنقابة على من يتضامن معكم؟
على سبيل الختم…
إن صاحب الحق لابد أن ينتصر يوماً في صراعة مع الباطل، وإن طال به الزمان، وحطت عليه الدنيا، فستكون الغلبة لأهل الحق.فقد يكون التضييق عبر هذا البيان الطللي في بداية الطريق تمحيصاً وفرزاً بين أهل الإيمان بالقضية الواثقين من مبادئهم ونضالهم وبين المتذبذبين المترددين المثبطين المنهزمين في أنفسهم، عندها ستأتي اللحظة الحاسمة باكتشاف حقيقة أن الإطاحة بالزروقي ورفاقه لا يعني بأي حال من الأحوال إطاحة بالنضال فالأشخاص المبدئيون قد يناضلون من أي موقع، لذلك أخبر قيادة النقابة الوطنية التي تزعم النضال أن حراكا بإقليم سطات سيفرز مولودا جديدا من النضال لأن الزروقي ورفاقه ليسو إلا رموزا لفلسفة نضالية لن تنقطع أوصالها بطرد شخص أو مجموعة أما أنتم فمكانتكم محفوظة في هامش أسيادكم لأسباب يعرفها الخاص والعام. انتهى الكلام….