حين ينقل تدبيره الجماعي إلى ملاسنات بالفايسبوك تاركا الساكنة في العطش.. تعليقات لرئيس جماعة بلعوان تثير الجدل

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى ظاهرة إعلامية في القرن الواحد والعشرين، كونها تستقطب شريحة كبيرة من فئات المجتمع باختلاف أعماره ومواقع مسؤوليته ومستواه الثقافي، إلا أن الحديث عن دورها لا يقتصر على الجوانب السلبية بقدر ما يمكن ان يساهم في ترميم العلاقات بين المواطن والمؤسسات المنتخبة التي تآكلت واقعيا داخل العديد من الجماعات قبل ان تلتحق بالفضاء الأزرق لتنقل له العدوى، وعوض أن أن تقدم جرعة ثقافية تنموية سياسية بأسلوب راقي تحولت لمجال لدر الرماد من طرف بعض المسؤولين على عيون الساكنة المحتجة.
يأتي سياق هذا التقديم بعد الخرجة غير المحسوبة لرئيس جماعة بلعوان على شبكة التواصل الإجتماعي معلقا على بعض تغريدات المنابر الصحفية بأسلوب بديئ يحتفظ سكوب ماروك بنسخ منها للحاجة من قبيل تقديمه لتعليق لسب أحد منتقذي سياسته التدبيرية بـ "الحمد لله عقتي بيا، كنت مقصر مع اختك خلال ليلة رأس السنة"، قبل أن يعود ليقول في تعليق آخر معترفا سهوا ان المياه التي يقدمها لأحد الدواوير غير صالحة للإسعمال الآدمي، مما يجعله في قلب المساءلة بتهمة عدم تقديم الماء الصالح للشرب للسكان لأن الماء حق وليس امتياز في جميع التشريعات الوطنية والكونية، حيث قال في تعليقه "الحقيقة أن دوار الشركة لم يتم ربطه بالماء الصالح للشرب لكن أشغال التزويد بهذه المادة الحيوية هي على وشك النهاية في إطار الشطر الثاني التي ستستفيد منها الجماعات القروية التابعة لقيادة العوناتوللتوضيح فإن طبيعة الماء الذي يتزود منه هذا الدوار غير صالح للشرب لكنه صالح للإستعمالات المنزلية الاخرى كالنظافة وسقي الحيوانات"، في إقرار واضح أن هذا الماء لا يصلح إلا لري الحيوانات في إشارة واضحة إلى تحقير ساكنة الدوار و عدم حمايتها من الأمراض و الاوبئة التي يمكن أن تصيبها جراء شربه.
تجدر الإشارة ان العديد من الدواوير بجماعة بلعوان تعيش أسوأ أزمة عطش عاشتها هاته المناطق مند عقد من الزمان رغم وجود العديد من العيون والأودية المجاورة إلا أن المجلس الجماعي ممثلا في رئيسه عوض أن ينصب على البحث على حل لهذه الأولويات الملحة خدمة للبلاد والعباد تفرغ للرد على تغريدات بعض المنابر الصحفية المحلية تاركا الساكنة في الازمة، أزمة لها علاقة بطبيعة التدبير البشري في ظل غياب سياسة مائية واضحة من طرف الجماعة تأخد بعين الاعتبار خدمة الساكنة التي حولت من مواطن عادي رئيسا للجماعة.
في هذا الصدد، نددت فعاليات جمعوية من المنطقة، بما وصفته بتلكأ رئيس الجماعة في الإستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة في التزود بمياه الشرب، وقال عدد من الساكنة أن معاناتهم مع جلب المياه على بعد عدة كيلومترات، باتت تتفاقم يوما بعد يوم، الأمر الذي انعكس سلبا على عائلاتهم خصوصا الأطفال الذي غادروا المدارس في إطار الهدر المدرسي قصد التفرغ لجلب الماء لعائلاتهم من ثقوب وآبار بعيد عن الدواوير.
وحمل الساكنة مسؤولية استمرار معاناتهم، لرئيس الجماعة المسؤول الأول حسب الميثاق الجماعي وكذا الإدارة الترابية التي ما فتئت تتملص من مسؤولتيها القائمة تجاه الساكنة واتجاه رئيس الجماعة، وذلك رغم العديد من الملتمسات والوقفات الاحتجاجية التي خاضها الساكنة، غير أنه لم يتم الشروع في حل معاناة الساكنة مع العطش، هذا في وقت يبادر المجلس الجماعي، إلى تخصيص ميزانيات ضخمة يتم هدرها في أشياء ثانوية مقارنة مع الماء.
سبحان الله، في الوقت الذي بدأ فيه ساكنة دواوير أخرى بربوع المملكة يبحثون عن الكماليات من صبيب عالي للإنترنيت والويفي بعد أن تم وصلها بالإنترنيت في وقت سابق لا زالت ساكنة هذا الدوار تتخبط فقط مع الماء الصالح للشرب. فعن أي انجازات وعن أي تنمية تتحدثون يا مسؤولي بلعوان؟