ندوة وطنية تحت شعار”نضال متواصل حتى إسقاط المرسومين”

ندوة وطنية تحت شعار”نضال متواصل حتى إسقاط المرسومين”

الأساتذة المتدربون يهددون ب"سنة سوداء" في حال تفعيل الحكومة لتهديدها بسنة بيضاء

في إطار الحملة الإعلامية التي تعتمدها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، لتسليط الضوء أكثر على مطلبهم الأساسي في إسقاط المرسومين، اللذان أصدرتهما وزارة التربية الوطنية في متم شهر يونيو المنصرم، القاضيان بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة المخصصة لهم بأكثر من النصف، نظمت التنسيقية الوطنية، مساء يوم الأربعاء بالرباط، ندوة صحفية وطنية، تحت شعار "نضال متواصل حتى إسقاط المرسومين"، حيث أكد المتدخلون على أن قضية الأساتذة المتدربين، هي "قضية شعب بأكمله، بسبب استهداف الحكومة الحالية لفرص الشغل والتوظيف في قطاع جد حيوي كالتعليم، كما أنه من الممكن أن يكون ملفهم القطرة التي ستفيض الكأس". 
 
وتهدف الندوة الوطنية التي عرفت الكثير من النقاش بين الأساتذة المتدربين ووسائل الإعلام، إلى التأكيد على تشبت الأساتذة المتدربين بمطلبهم في المقاطعة الشاملة، لجميع الدروس النظرية والتطبيقية في جميع مراكز مهن التربية والتكوين، حتى إسقاط المرسومين ورفضهم المطلق لما أسموه ب"أنصاف الحلول"، علاوة على توسيع دائرة التضامن الشعبي أكثر مع ملفهم، الذي تكرس في المسيرة الوطنية الأخيرة في الرباط، حيث عرفت حضور ما يزيد عن 20 ألف، الرقم الذي قال عنه المتدخلون بكونه، يزيد بأكثر من الضعف على عدد الأساتذة المتدربين في جل مراكز التكوين، التي عرفت خلال الأيام الأخيرة تدخلات أمنية بكل من طنجة، القنيطرة، وسلا وتازة، فيما فُرِضَ على باقي المراكز الجهوية الأخرى حصار أمني، حسب المشرفين على الندوة.
 
وفي سؤال أولي توجهنا به، للمحاضرين حول إمكانية، أن تقوم وزارة التربية الوطنية بتجميد مقتضيات المرسومين، اللذين يصفهما الأساتذة المتدربون ب "المشؤومين"، ليتم تفعيلهما، خلال السنوات القادمة، على اعتبار أن وزارة رشيد بلمختار، عندما أصدرت المرسومين لم يكن المتدربون الأساتذة يتمتعون بالصفة القانونية، أكد المتدخلون على أنهم لن يقبلوا بغير إسقاط المرسومين رقم 2.15.588 و2.15.589، القاضيان على التوالي، بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة المخصصة لهم من 2454 درهم إلى 1200 درهم طيلة فترة التكوين، إدراكا منهم وباقي مكونات المجتمع المدني، التي أصدرت بيانات تتضامن معهم، نتوفر على نسخ منها، أن خلفيات المرسومين هو "تعبيد للطريق من أجل خوصصة التعليم، وإجهاز على ما تبقى من مكتسبات الشعب المغربي".
 
وحول إمكانية أن يتم تفعيل السنة البيضاء، التي دوما ما لوح بها كل من وزير التربية الوطنية وحتى رئيس الحكومة، مؤخرا من تحت قبة البرلمان الذي دعا الأساتذة المتدربين للعودة لاستكمال تكوينهم ،الذي أُهْدِرَ منه لحد الآن ما يناهز من ثلاثة أشهر، والمتدربون يخوضون أشكال احتجاجية مختلفة على مستوى مراكز التربية والتكوين، في مختلف مراكز التربية والتكوين ومسيرتين وطنيتين بالرباط، شدد منسقي التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين على أنهم، سيعلنون عقب هذا القرار الغير مستبعد عن برنامج نضالي أكثر تصعيدا، وسيعلنون من جانبهم سنة سوداء على حكومة عبد الإله بنكيران، حتى يتم التراجع كليا عن المرسومين، اللذين حضيا بتفاعل إعلامي إلا من القنوات الرسمية وبعض المنابر الإعلامية، التي اعتبروها المحاضرين تخدم أجندات الحكومة.   
 
كما كشفت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين عن برنامجها النضالي للأسابيع الثلاث القادمة، تحت شعار "نضال وطني حتى إلغاء المرسومين"، في سياق تصعيد متواصل في أشكالها النضالية، الذي اعتبره المتدخلون بــأنه سيكون نوعي، ابتدأ بالندوة الوطنية، التي عرضنا أعلاه لأهم محاورها، إلى جانب تنظيم اعتصامات أمام النيابات الإقليمية ومسيرات وطنية بحضور بارز لعائلات المتدربين وكل التنظيمات النقابية والسياسية..الأمر الذي سيضع الحكومة في موقف لا تحسد عليـه، إزاء التصعيد المستمر للخطوات النضالية لأصحاب الوزرة البيضاء، الذين يشكلون أحد الأعمدة الهامة في المنظومة التربوية، التي تعيش نقصا كبيرا في أعدادهم، ومن المحتمل أن يصل نقص الأساتذة في المنظومة في حال تفعيل السنة البيضاء، إلى أزيد من 20 ألف. 
 
وفي ظل استمرار الحكومة في موقفها من ملف الأساتذة المتدربين، ترجمه دعوة رئيس الحكومة مؤخرا من تحت قبة البرلمان، أصحاب الوزرة البيضاء المضربين، لاستكمال تكويناتهم التطبيقية والنظرية، الأمر الذي يرفضونه جملة وتفصيلا، يطرح سؤال عريض إلى متى ستستمر الاحتجاجات التي تأخذ منحا أكثر تصعيدا مع مرور الأيام والأسابيع، وفي ظل كذلك غياب قنوات حوار جادة تُفتح بالخصوص بين الأساتذة المتدربين ووزارة التربية الوطنية، حول هذه النقطة اعتبر ممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، أنهم كانوا ينتظرون منذ الأشكال الاحتجاجية الأولى التي قاموا بها فتح حوار مباشر معهم، لكن الوزارة والحكومة ينهاجان سياسة التماطل والرهان على الوقت، أملا في أن تتراجع الاحتجاجات التي تزداد تصعيدا، ترجمها البيان الأخير للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين.