مرشحو دائرة سطات الانتخابية عين على أصوات الناخبين وأخرى على الطعون.. هدوء يسبق العاصفة بدائرة انتخابية تتحكم فيها القبيلة وأشياء أخرى

مرشحو دائرة سطات الانتخابية عين على أصوات الناخبين وأخرى على الطعون.. هدوء يسبق العاصفة بدائرة انتخابية تتحكم فيها القبيلة وأشياء أخرى

انطلقت الحملة الانتخابية برسم دائرة سطات بشكل باهت، بحيث لوحظ خلال الأيام الأولى انسحاب جماعي لجل المرشحين من المدن الكبرى كما هو الحال بالنسبة لسطات، بن احمد والبروج، نحو الأسواق الأسبوعية بالعالم القروي.

وعاين طاقم سكوب ماروك توافد جميع المرشحين منذ الساعات الأولى من صبيحة الاثنين والثلاثاء على أسواق أسبوعية رئيسية بكل من "امزورة" و"جماعة لولاد" ومكارطو، تفرقوا داخل خيمات معدة لشرب الشاي وانهمكوا في نقاشات مع الناخبين، فيما بدا واضحا بأن هناك تعزيزات أمنية استثنائية بمحيط الأسواق مخافة انزلاقات محتملة بين أنصار المرشحين.

ولم تتأخر الأحزاب السياسية بالإقليم كثيرا للدخول في مناوشات قانونية حول خروقات مفترضة في بعض المناطق، كما هو الحال ببلدية لولاد التي احتج بها أحد المرشحين على ما اعتبره تحرشا بحزبه وخرقا للقانون من طرف وكيل لائحة أخرى و الدي بادر إلى فتح مقر انتخابي ملتصق بالمقر الإقليمي لحزبه بدون إخبار أو ترخيص من السلطات المحلية، وهو الأمر الدي أكدته مصادر من باشوية بلدية لولاد حول عدم وضع المرشح لإخبار في هذا الصدد، وقامت بتنبيه المعني بالأمر بالمسألة، ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل بادر المرشح إلى وضع شكاية رسمية أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لابن احمد يتهم حزب منافسه بخرق القانون والتحرش بلائحة حزبه. وعلم سكوب ماروك أن مجموعة من وكلاء اللوائح دخلوا على الخط ووضعوا شكايات حول ما حدث بجماعة لولاد، وحول خروقات محتملة في مناطق أخرى.

في سياق متصل لاتزال ملامح تشكيلة الممثلين الستة للإقليم بمجلس النواب المقبل غير واضحة، خصوصا مع التقاطب الحاد الذي تعرفه هذه الانتخابات، ولا يستبعد كثيرون أن يستمر العامل القبلي في صنع الخريطة السياسية بالإقليم، خصوصا وأن المؤشرات الأولية تفيد بكون جل المرشحين يعتمدون على جماعات وقبائل بعينها من أجل تشكيل قاعدة أصوات ينطلقون منها للسباق البرلماني.

ويسابق المرشحون "الكبار" الزمن من أجل إعادة اللحمة لماكيناتهم الانتخابية بمختلف جماعات الإقليم، خصوصا وأن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة بالمقارنة مع نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة لمجلس المستشارين أظهرت بأن هناك خلطا كبيرا حصل مع ضياع أكثر من نصف أصوات مستشارين جماعيين لحزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، صب في خانة أحزاب أخرى وعلى رأسها حزب الأصالة والمعاصرة، ليسود الترقب خلال الاستحقاق الانتخابي الحالي حول نوايا دعم وتصويت هؤلاء ومدا التزامهم بالتوجه السياسي والحزبي.

وتأكد بشكل واضح بأن المنافسة ستكون محتدمة بين الأقطاب التقليدية بالإقليم، بحيث راهنت الأحزاب السياسية الكبيرة على أسماء وازنة بامتداد قبلي وشعبي واسع من أجل حسم المعركة لصالحها، في حين راهنت أخرى على التغيير من خلال ترشيح أسماء شابة لها مستوى ثقافي وسياسي كفيل بخلق وحصد أصوات تمكنها من مقعد في دائرة يجمع كل المراقبين بأنها ستكون صعبة للغاية.

من جانب آخر انتظر المواطنون بسطات وبن احمد والبروج  إلى اليوم الخامس ليعاينوا لوائح مرشحيهم، ويبدوا أن مختلف الأحزاب قد استفاقت من سباتها وانطلقت في معركة حشد الأصوات الانتخابية من المناطق الحضرية بعد أن كان تركيزها منذ البداية على العالم القروي.