“فيتو” أمانة العثماني بتزكية مرشحه المدلل يفرز كسوف مصباح سطات أياما قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة

مع اقتراب الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة، بدأت الأحزاب السياسية في مختلف الجهات والمدن المغربية تختار الأسماء السياسية والأعيان الكبار، الذي يتحكمون في البوادي والقرى، من أجل تحقيق أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة، في سباق قوي بين أحزاب الأغلبية والمعارضة، خاصة في ظل معيار القاسم الانتخابي الذي فتح الباب أمام معظم الأحزاب السياسية لتغطية جميع الدوائر الانتخابية لحصد مقاعد إضافية، غير أن حزب العدالة والتنمية، الذي طالما تغنى بالديموقراطية التشاركية الداخلية والرجوع للقواعد والهياكل لتحديد هوية المرشحين المحتملين واتخاذ القرارات، زاغ عن شعاراته الرنانة ولبس ثياب التحكم “الفيتو” من خلال إنزال أمانة العثماني لمشرح سطات في الانتخابات التشريعية بالمنطاد متحدية قرارات القواعد بالشاوية، فارضة حجرا ليس صحيا، بل وصاية على اختيارات القواعد بإقليم سطات.
في ذات السياق، تجاهلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قرار قواعدها بسطات، الذي حدد لائحة مرشحين من ثلاثة أسماء، وفرض مرشح قبائل أولاد احريز بإقليم برشيد على قبائل الشاوية في تحدي سافر لاختيار الهياكل من جهة، وأملا في منحه الولاية الثالثة بعدما تمكن من الفوز بولايتين نتيجة مساندة اخوانه بسطات، الشيء الذي يجسد نرجسية حب الكرسي وصعوبة التخلي عن امتيازاته، حيث كان خلال ولايته الثانية يزاوج بين مهامه في عضوية مجلس جهة الدار البيضاء سطات ونائب برلماني وعضويته بالمجلس الجماعي لسطات، فماذا حقق لعروس الشاوية صاحب المهام الثلاثة؟
لا أظن عاقلاً يعارض الطموح وحب الترقي، ولكن المشكلة تكمن في عبادة الكرسي وتقديسه على أي أمر آخر، فلو كان المرشح المذكور للمصباح يتحلى بذرة خلق ونبل لتقدم باعتذاره إلى الأمانة العامة بعدم ترشيحه للولاية الثالثة، غير أن سكوته له تفسير وحيد يجد تأويله في رضاه على القرار، نسبة إلى الزوجة التي تظل صامتة عندما يكون أهل العريس يقومون بخطبتها، فلو كان لكرسي البرلمان لسان لنطق وقال: ماذا قدم المرشح لأهل الشاوية؟ لماذا يتكرر اختياره من الأمانة العامة علما أنه يتحدر من خارج أسوار تراب إقليم سطات؟ لماذا لا يقدم ترشيحه بمسقط رأسه باولاد احريز ؟ ألى يعتبر ذويه بمسقط رأسه أهلا للتنمية من الغير؟ ألى يتوفر حزب المصباح على كفاءات بسطات يمكن اعتبارها الخلف القادر على حمل المشعل؟
إن مغازلة الكرسي بجنون يصل إلى حد الهوس، هو مرض يصيب اللاهثين وراء مراكمة السنوات وهم قاعدون على نفس الكرسي.. فلماذا التمسك بالكرسي إذا كان أساسا هو في خدمة الناس؟ لماذا السعي والموت من أجل البقاء في منصب زائل بحكم الزمن وبحكم التاريخ وبحكم سنة الحياة؟ حيث يفضل معظم الساسة الجري وراء التمسك بالكرسي إلى أن يتم طردهم من النافذة الضيقة عوض الخروج من الباب الواسع…ماذا يحدث إذا تخلت أمانة المصباح عن مرشحها المدلل وأتاحوا الفرصة أمام جيل آخر من إخوانهم بسطات ليقود ويطور ويبدع، فالموهبة إن وجدت أصلا في هذا المرشح لها حدود في العطاء.
في سياق متصل، إن مواصلة المرشح المذكور لمحاولة نيل الولاية الثالثة، ربما يمكن تأويله ببحثه على نيل منصب أستاذ جامعي في جامعة الحسن الأول التي تم خونجتها في سنوات خلت، بعدما تمكن خلال ولايته الأولى التشريعية من ولوج الماستر بجامعة الحسن الأول كموظف في وقت تم ابعاد عدد من طلبة الشاوية المتفرغين للدراسة، بينما في ولايته الثانية ولج الدكتوراه من أوسع أبوابها بمختبر اسمه “الإنتقال الديمقراطي المقارن”، ليناقش أطروحته قبل أسابيع قليلة من نهاية ولايته التدبيرية، ما يجعله مرجحا أن يراهن في ولايته الثالثة للحصول على منصب أستاذ جامعي بنفس الجامعة، فهل يسمح “الانتقال الديموقراطي” الذي يعتبر عنوان بالمانشيط العريض للمختبر الذي تخرج منه، بتكرار نفس الاسم للمنافسة للولاية الثالثة دون تغيير قواعد اللعبة بضخ دماء جديدة في اطار انتقال ديموقراطي، يمكن أن يصنع التغيير المنشود من طرف ساكنة تواقة للتنمية بدل اللهط وراء قطف المصالح الشخصية؟