الإطار الأمني السابق الحسين إيهيري يدق ناقوس الخطر.. تحليل واستنكار لأحداث الشغب والتخريب بالمناطق المغربية الجنوبية

شهدت مدينة العيون على غرار مجموعة من مدن الصحراء المغربية أحداثا تخريبية موازاة مع احتفالات المغاربة بفوز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا لكرة القدم، حيث استغل مجموعة من الأشخاص، مدفوعين من طرف جهات معادية، أجواء الاحتفالات العفوية لعموم المواطنين المغاربة من أجل القيام بأعمال تخريبية ونهب الممتلكات، اضطرت معها القوات العمومية إلى التدخل من أجل حماية الممتلكات الخاصة والعامة.
في ذات السياق، ندد العديد من أعيان وفعاليات ومنتخبي الأقاليم الجنوبية هذه الأفعال، حيث أبرز الحسين إيهيري (فاعل جمعوي وحقوقي وقيادي سياسي ومستثمر) الذي تابع عن كثب تطورات هذه الأحداث نتيجة تواجده تزامنا معها في زيارة لمسقط رأسه بالمناطق المغربية الجنوبية وجولاته المتكررة في مختلف مدن الجنوب لتفقد تطورات هذه الأعمال التخريبية، ليكشف عبر اتصال هاتفي بسكوب ماروك أن أعمال الشغب التي شهدتها عدد من أحياء المدن المغربية الجنوبية تقف ورائها شرذيمة من الجانحين ليس في مصلحتهم أن ينعم أهل المنطقة بالسلم والطمأنينة والازدهار، محملا المسؤولية بالدرجة الأولى إلى الجهات الخارجية المعادية لوحدة المغرب ويزعجها ما حققه المغرب من تقدم ملموس في مجال التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان بهذه المناطق المغربية وبدرجة ثانية يحمل الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية المسؤولية كذلك نظرا لعجزها عن استئصال أعمال الشغب في مهدها عبر استراتيجية استباقية كانت كفيلة ببثر جماح هؤلاء المشاغبين لفسح الفرصة للمغاربة لإتمام احتفالاتهم.
في سياق متصل، أردف الحسين إيهيري مستنكرا هذه السلوكات والأحداث التخريبية، كما استنكر المواقف العدائية للجهات التي تسخر هؤلاء الأشخاص للنيل من وحدة المغرب بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية مؤخرا في الدفاع عن سيادة أراضيه عبر مختلف المحافل الدولية.
في هذا الصدد، اعتبر الحسين إيهيري، أن المغرب خرج منذ سنة 2000 من المقاربة الأمنية الكلاسيكية إلى مقاربة جديدة معصرنة دون أن يوفر لهذه الأخيرة آلياتها، حيث اتضح القصور في فك شيفرات هذه الأعمال التخريبية الهمجية ومعالجتها في حينها منذ انطلاقة شرارتها، حيث أن الدولة من خلال أجهزتها (أمن وسلطة محلية) كعادتها كانت سخية في معاملتها مع الجانحين من ذوي السوابق القضائية والمبحوث عنهم، في وقت أن الأخيرين كانوا يدفعون في اتجاه المطالب التعجيزية بغية التصعيد لخلط الأوراق وتنفيذ أجندتهم الخارجية الهادفة إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها تزامنا مع ظرفية المفاوضات غير المباشرة بين المغرب وباقي الأطراف الخارجية.
من جهة أخرى، ختم الإطار الأمني السابق الحسين إيهيري تصريحه لسكوب ماروك بتحميل القسط الأكبر من هذه الأحداث إلى الأجهزة الأمنية من أمن عمومي ومراقبة التراب الوطني وقسم الاستعلامات العامة وقسم الشؤون الداخلية وكذا القوات المساعدة والسلطة المحلية التي أظهرت عجزا واضحا في تعاطيها مع هذا الملف دون أن تستفيد من تجارب الأحداث السابقة المتكررة التي لم تقم بتمحيصها لتحديد مكامن الخلال لوضع الأصبع على الداء بحثا عن الدواء، حيث اكتفت هذه الأجهزة في كل الأحداث السالفة والحالية بتدخلات ترقيعية ارتجالية في وقت تكرس وقتها الوفير لمعالجة ملفات هامشية في قضايا إجرامية روتينية بمناطق أخرى، بينما الموضوع الذي يشكل هاجس كل المغاربة باعتباره يمس وحدة الشعب والوطن ويتعلق بثوابت الأمة لا يحظى بنفس الاهتمام واليقظة اللازمين.