جمعيات بخنيفرة تناقش البعد الإيكولوجي في الثقافة الأمازيغية

جمعيات بخنيفرة تناقش البعد الإيكولوجي في الثقافة الأمازيغية

نظمت جمعية مدرسي علوم الحياة و الأرض فرع خنيفرة  و جمعية أمغار للثقافة و التنمية ندوة فكرية لإماطة اللثام على أهمية المحافظة على البيئة عند الأمازيغ من خلال مناقشة ثلاث مداخلات  في موضوع البعد الإيكولوجي في الثقافة الأمازيغية، وذلك نهاية الأسبوع الأخير بالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني.

المداخلة الأولى للأستاذ صالح الطيب، تناولت " إشكالية الماء بين العرف الأمازيغي و القانون"، أبرز من خلالها أهمية العرف الأمازيغي في تنظيم و اقتصاد الموارد المائية و في التوزيع العادل لها بين الأفراد و الجماعات ، و هو ما يسعى اليوم المنتظم الدولي إلى تحقيقه لكن بصيغ مختلفة دون أن يصل إلى المبتغى، و أكد المتحدث أن الأمازيغ استعملوا العديد من الصيغ لتقسيم الماء دون تمييز بين المستفيدين و منها "تناست، أسارو، أنكاف…، و هي أعراف قال عنها أنها حداثية أنتجها العقل البشري و لا علاقة لها بأي مرجعية دينية، مشيرا إلى العقوبات التي كان يتعرض لها كل مخالف لهذه الأعراف كسارق الماء أو القائم بتحويل مساره… و هي عقوبات غير سالبة للحرية لكنها رادعة قد تصل حد عزل الشخص عن الجماعة في حال عدم خضوعه لمقتضيات الأعراف المعمول بها.

و قد انتقد الأستاذ في مداخلته القوانين المائية التي تم وضعها منذ بداية الحماية و التي استهدفت بالأساس تفكيك وحدة السكان، وبين العديد من العيوب التي تعتريها مقارنة مع الأعراف السائدة من قبل و التي كانت تحقق مفهوم العدالة الاجتماعية بامتياز. و دعا إلى أخذ رأي الساكنة المحلية في كل المخططات المتعلقة بتدبير الماء و جعل هذا القطاع الهام تحت وصاية متدخل واحد بعينه، و ليس بيد العديد من الجهات حتى أن المرء يجهل المخاطب من بينهم .

من جهته و في مداخلة تحت عنوان" آثار الاستقرار على التنوع البيولوجي في الأطلس"، استطاع الأستاذ اليعقوبي حوسى من خلال مداخلته المعززة بمجموعة من الصور المأخوذة بعناية فائقة أن يبين كيف أدى استقرار السكان الأمازيغ إلى تدهور التنوع البيئي،  بعدما كان نظام الترحال بين الجبل و الأزغار حسب الفصول يحافظ بشكل جيد على محيطهم ، و كيف أدى هذا الاستقرار و تغير نمط العيش إلى تشويه المحيط البيئي ، بحيث تجد في نفس الوسط أشكالا تصل إلى حد التنافر، بعدما كان الكل في تناغم تام. و بالمقابل ، أبرز أهمية استغلال الوسط في بعض المناطق القليلة  التي لا تزال ساكنتها تحتفظ بتقاليدها الموروثة سواء في ما يخص البناء أو الزراعات أو تربية المواشي.

المداخلة الأخيرة بعنوان "الإشكالية البيئية في منطقة خنيفرة" تناول فيها المتدخل الآثار السلبية للمطارح العمومية والنفايات الصلبة و السائلة بخنيفرة على الفرشة المائية بالخصوص و من ثمة على صحة المواطن، كما تناولت بكثير من التفصيل إشكالية المقالع و ما قد تخلفه من دمار لمختلف عناصر البيئة من هواء و ماء و غابة و نباتات و وحيش، و حمل المتدخل المسؤولية في تدهور المنظومة البيئية لكافة المتدخلين و الجهات المعنية من جماعات محلية و سلطات عمومية و مجتمع مدني .

واختتمت الجمعيتان مساء اليوم الموالي نشاطهما بأمسية فنية شاركت فيها فرق من فن أحيدوس و عدد من الشعراء الأمازيغ ( إمديازن ) تغنوا جميعهم بأهمية المحافظة على البيئة و خصوصا منه الموروث الغابوي.

{facebookpopup}