سكوب ماروك حوار مع جمعية “طريق الملح” بسانت اتيان في مسيرة 8 مارس بالرباط

سكوب ماروك حوار مع جمعية “طريق الملح” بسانت اتيان في مسيرة 8 مارس بالرباط

الدستور المغربي لا يقل أهمية عن الدساتير التي تعتبر الأكثر طلائعية فيما يخص الديمقراطية

أبت  جمعية "طريق الملح"إلا أن يشارك بعض أعضاءها  في المسيرة التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قادمين من مدينة سانت اتيان الفرنسية حاملين لافتة شعارها،"من طنجة الى تومبوكتو, المرأة الصحراوية كاملة".

هدفهم في ذلك هو مساندة المرأة في الدفاع عن  حقوقها ومساواتها في المغرب كما في الصحراء.ومن أجل معرفة المزيد عن هذه الجمعية اتصلت الجريدة برئيسها الشرفي السيد عبد العزيز دحاسي وكان الجواب كالتالي:  

– لماذا اخترتم هذا الشعار؟ "من طنجة الى تومبوكتو، المرأة الصحراوية كاملة" ؟.

اختيار هذا الاسم لم يكن اعتباطيا, انه يعكس التبادلات الضاربة في التاريخ بين المغرب والساحل. وهو قبل كل شيء رغبة المغاربة الفرانكوفونيين المنتمين لمدينة سانت اتيان أن ينخرطوا في الفضاء الذي يعيشون فيه مستحضرين ذلك الرابط الراسخ  بالمملكة لا كفرنسيين فقط و لكن كمغاربة أقحاح.

يمثل المغرب بالنسبة للفرنسيين امتدادا لهم في إفريقيا وهم يتطلعون إلى مغرب يقود معركة الدفاع عن القيم المشتركة. اذن  من الذي له الفضل في تلك  الصلة مع إفريقيا جنوب الصحراء؟.

الجواب بديهي. لان المملكة لطالما أجادت لعب هذا الدور. مبادرات صاحب الجلالة تذكر بهذا التاريخ الذي يسمو فوق كل الاستراتيجيات الجيوسياسية الكبرى, البئيسة أحيانا والتي خلفها الاستعمار.

بدعمه الاقتصادي و السياسي الذي يقدمه في إطار التكوين الديني, حيث يبرز المغرب كمحور أساسي للاستقرار بالمنطقة.

 إلى جانب ذلك  أصبحت المملكة بلد استقبال للمهاجرين الذين يجب علينا استجابة تحترم الكرامة الإنسانية مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي للبلد و الحذر من مخاطر المنفيين دون محاكمات.

مغاربة العالم, انطلاقا مما عاشوه, سيساهمون بتجاربهم في هذا الصدد من اجل التعايش الحقيقي و إشعاع الخصوصية المغربية المتجلية في حسن ضيافتهم.

إفريقيا تطمح إلى قيامها بحوار الأنداد مع قارات أخرى وتريد بلدانا محركة لهذه العلاقات المستقبلية و قادرة على إيصال تطلعاتها إلى الساحة الدولية. ومن هذا المنطلق فعلى المملكة مسؤولية  يجب أن تضطلع بها.

عدد من الأصدقاء المنتمين إلى بلدان افريقية متنوعة و شقيقة ينخرطون في هذه المسيرة وينتظرون من المغرب أن يقدم لهم الكثير. ومختلف الوافدين من هذه الدول لا ينفكون يذكروننا بذلك لأنهم يكنون احتراما عميقا للعاهل المغربي أمير المؤمنين, الضامن لقيم الإسلام السمحة في هذه الفترة التي تعرف فيها مجموعة من الدول العربية اضطرابات.

والجالية الفرانكو-مغربية واعية بهذا الواقع وتريد العمل في سبيل هذه العلاقات الجيدة.

  – ما معنى "طريق الملح"؟.

في خضم هذه الروح، وحسب ما سبق ذكره تم تأسيس "طريق الملح" لربط الجسور بين إفريقيا و أوروبا عن طريق  بلدين محوريين هما المغرب و فرنسا.

– لماذا اخترتم هذا الشعار؟.

كان من الطبيعي أن تحضر جمعية "طريق الملح" بالرباط لتكون ضمن موكب الثامن من مارس المناصر لحقوق المرأة.

شعارنا "من طنجة الى تومبوكتو, المرأة الصحراوية كاملة" هو قبل أي شيء آخر تأكيد على مسؤوليتنا كمغاربة اتجاه المغربيات, لكن فضلا عن ذلك, هو تذكير بأن هذا الأمر يتعدى الحدود القطرية في ظل تشاركنا للصحراء والجوار و القارة بأسرها.

من جانب آخر, الصحراء فضاء غير مستقر سياسيا, وماذا يقع حين تصير الأرض ملكا" للا أحد"؟ أول الضحايا هن النساء.

نود من خلال موكبنا أن نذكر أن الجهل و الهمجية لا مكان لهما لا في الصحراء و لا في إفريقيا. و نريد أن نقول لجلالة الملك أننا وراءه في الدفاع عن حقوق المرأة، من أجل مساواة النوع بالمغرب كما في باقي إفريقيا بالقيام بأعمال إنسانية تشرك الجمعيات المحلية وبلدان الساحل.

– كيف تنظرون إلى المرأة المغربية و ما حققته؟

للإجابة على هذا السؤال يلزمنا صياغة إطار, فكل رأي لا يمكنه أن يكون فعالا إذا لم نضع بالحسبان  السياق المحلي أي واقع اجتماعي, و سياسي, و ثقافي, و عقدي.

 أما بشأن المغرب, فدور المرأة المغربية في مجتمعها أمام منعطف متميز. فالمغرب يحوز على دستور لا يقل أهمية عن الدساتير التي تعتبر الأكثر طلائعية فيما يخص الديمقراطية.

لكن الدستور يبقى مجرد وعاء و علينا نحن أن نخلق له المحتوى. الإصلاح الذي جاءت به مدونة الأسرة بفضل جلالة الملك محمد السادس, كان حدثا استثنائيا في العالم العربي و الإسلامي. بهذا المعنى, انه تطور عظيم كونه لم يمس بثوابت المجتمع المغربي و لو في لحظة من اللحظات. انه عمل تطلب نفسا عميقا و اجتياز مراحل صعبة ولكنه في الأخير أفرز تقدما كان ضروريا دون أن يتنكر لتاريخنا.

البعض اعتبره مجرد إرهاص عابر, والبعض الآخر رأى فيه تدنيسا للمقدسات. لكن في النهاية تماهى ذلك مع حياتنا اليومية بشكل عفوي.

في "مذكرات ملك"  استحضر الملك الراحل الحسن الثاني حكمة برتغالية تقول "الزمن لا يغفر أبدا لمن يعمل بدونه".

و بالفعل, يجب إتاحة الوقت للزمن. فأمامنا الكثير من الأمور لنستكملها و المساواة بين النوعين أخذت طريقها الذي سيكون طويلا والأهم أن المسيرة قد انطلقت فعلا.

– كيف تنظر إلى ما حققه المغرب في السنوات الأخيرة؟

لنتذكر أن في بلاد موليير لم يسمح للمرأة بالتصويت إلا منذ سبعين سنة فقط. وأنها لم تستقل قانونيا عن زوجها من أجل العمل إلا بعد 1966.

لدينا بالمملكة جمعيات تدافع عن حقوق المرأة وهي دؤوبة النشاط و ملتزمة في الآن ذاته بالرهانات , انا مطمئن على قدرتها على تطوير الأمور إلى الأحسن مع اعتبار قابلية المجتمع للتطور.

مع توليه العرش, وضع صاحب الجلالة الحجر الأساس لحكمه كضامن لحقوق الفقراء و المعاقين و النساء. ونحن نرى ثمرة العمل و التقدم المنجزين.

بهذه الروح تعتزم جمعية "طريق الملح" المضي قدما في مساندة جميع المبادرات الهادفة إلى مساواة النوع في المغرب كما في الصحراء.

{facebookpopup}