الحلقة الثانية من طفولة المشاهير.. البطلة العالمية السابقة في ألعاب القوى نزهة بيدوان في ضيافة سكوب ماروك

مارست الميدان بالصدفة ووالدتي سر تألقي.. في حياة المشاهير، قصص تكتنز أسرارا خفية بعيدة عن الأضواء. تتعلق بمراحل طفولتهم والتي تختلف باختلاف ظروف كل منهم. نجوم بينهم من عاش طفولة سعيدة مدللة، وبينهم من عاش عكس ذلك لأسباب متعددة..
جريدة سكوب ماروك اختارت أن تكشف النقاب عن الوجه الآخر لشخصية البطلة العالمية السابقة في مسافة 400 متر حواجز، نزهة بيدوان. لتنقلكم عبر دردشة معها إلى عالم النوستالجيا لتعيدنا إلى ذاكرة طفولتها وحياتها الخاصة بعيدا عن مجاله الفني.
حاورتها : بشرى بلعابد
عرفينا على الوجه الآخر للبطلة نزهة بدوان؟
"تضحك".. "عندي غير وجه واحد ماشي جوج".. عموما أنا من مواليد شتنبر سنة 1969 بمدينة الرباط. حيث عشت وكبرت بحي عادي جدا، والذي أنجب لاحقا عدد من الشخصيات البارزة في المغرب سواء في الرياضة أو في مجالات أخرى.
من شجعك في البداية على هذا التوجه؟
قبل أن أمارس هذا المجال، كنت ألعب رياضة الجومباز. فحدث أن التحقت أنا وصديقاتي بالمركب الرياضي مولاي عبد الله، بعد أن كان قد أعلن عن تأسيس مدرسة رياضية خاصة بالفتيات تتضمن أنواعا رياضية مختلفة، مثل ألعاب القوى، الجمباز، كرة الطائرة، كرة القدم أيضا. كان ذلك في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. فالتحقت بها وتم اختياري من بين المميزات في الامتحان التجريبي العام. وهنا بدأت أمارس ألعاب القوى.
لكن من كان له الدور في تشجيعك على ممارسة هذا المجال، هل والدك مثلا؟
لا والدي "رحمه الله"، رغم أنه كان رياضيا وملاكما، إلا أنه لم يتفق معي حول ممارستي لألعاب القوى خوفا على مستقبلي. خصوصا وأن مسألة الاحتراف في ذلك الوقت لم تكن واردة ومتاحة كما هي في وقتنا الراهن. الأمر الذي جعله يرفض هذا الموضوع، بالمقابل كانت والدتي هي من شجعني ووقفت بجانبي، وذلك لإيمانها بقدراتي ومؤهلاتي. وقد كان لها الفضل في إيصالي إلى هذا المستوى.
كما أنني كنت محظوظة بوجودي في مرحلة كان المغرب خلالها يتمتع بأطر عالمية ووطنية كفئة في تدريب المواهب والطاقات الشابة. وقد كنت واحدة من بين تلك الطاقات الخامة التي تم صقل موهبتها على النحو المطلوب. دون الحديث عن الإرادة والعزيمة، اللذان يبقى سببا وراء نجاحي في مشواري الرياضي.
آنذاك، كيف كنت توفقين بين ممارستك لإلعاب القوى والمدرسة؟
ضحيت بالدراسة من أجل أن أركز في مشواري الرياضي. صحيح أنه كان اختيارا صعبا، بل ومجازفة خصوصا وأنه لم يكن من المضمون أن أصل إلى ما أطمح إليه، لكني قاومت الظروف والصعوبات، واستطعت بفضل الله أولا والأطر الوطنية أن أصل إلى ما حققته والحمد لله. فكان من الصعب كما أشرت أن أوفق بين التمدرس والرياضة الشيء الذي رفضه والدي في بداية الأمر.
هل كان حلمك أن تصبحي بطلة عالمية في ألعاب القوى منذ الطفولة؟
في البداية، كان التحاقي بمدرسة التكوين الرياضي من أجل ممارسة الرياضة لا غير. لكن بعد أن تم تشجيعي من قبل الأطر الوطنية على ممارسة ألعاب القوى، تخصص المسافات القصيرة، بدأ حلمي يتوجه نحو تحقيق الهدف، ألا وأن أصبح بطلة عالمية في هذا التخصص.
بالعودة إلى طفولتك، ما الذي كان يميز طباعك آنذاك؟
في الحقيقة كنت هادئة الطباع. لم أكن مشاغبة على غرار أغلب الأطفال، وإنما مسالمة. أعشق الرياضة منذ الصغر. كما أن الله تعالى منحني طاقة بدنية، استغليتها بالمقابل في الاتجاه السليم.
من هي أكثر شخصية أثرت في البطلة نزهة بدوان ؟
تأثرت بوفاة الملاكم العالمي السابق والأسطورة محمد علي كلاي. واتذكر حين استقبلته شخصيا في مطار محمد الخامس، بأمر من الملك الراحل الحسن والثاني. فكان لاحتكاكي المبشر به انذاك، وبرسائله السلمية دورا في تأثري به كثيرا.
ننتقل إلى أسرك، فهل كنت آخر العنقود بين إخوتك؟
نعم..
إذن كنت مدللة؟
"الفشوش ماكانش عندنا في العائلة ديالنا". ولحسن الحظ لو كنت كذلك لما استطعت أن أحقق النجاح في مشواري الرياضي. وأعتقد أن الإنسان الذي يتلقى اربية مدللة، يصعب عليه أن يقف في وجه صعوبات الحياة، وقد يستسلم بسهولة في أول سقطة يتعرض لها.
أخيرا، ما هو أكثر شيء ظل راسخا في ذاكرتك منذ الطفولة؟
أخي الأكبر.. كان للأسف قد توفي دون أن يكون شاهدا على النجاح الذي حققته في مشواري الرياضي. كان "رحمه الله" أقرب إلي من والدي وباقي إخوتي. عشت معه أشياء وذكريات جميلة جدا لا تنسى.