الحلقة الأولى من طفولة المشاهير.. مع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر

كنت "كانحضي حوايج لاعبي كرة القدم وكاناكل لعصا من عند الواليد"….في حياة المشاهير، قصص تكتنز أسرارا خفية بعيدة عن الأضواء. تتعلق بمراحل طفولتهم والتي تختلف باختلاف ظروف كل منهم. نجوم بينهم من عاش طفولة سعيدة مدللة، وبينهم من عاش عكس ذلك لأسباب متعددة..
سكوب ماروك اختار أن يكشف النقاب عن الوجه الآخر لشخصية الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، لتنقل عبر دردشة معه إلى عالم النوستالجيا يعيدنا إلى ذاكرة طفولته بعيدا عن مجال تخصصه.
حاورته : بشرى بلعابد
سي لشكر، هل لك أن تكشف لنا عن حياتك الخاصة وجانبا من طفولتك؟
أولا، أنا أصولي أمازيغية وصحراوية، والداي ينحدران من نفس الواحة "تغجيجت"، الواقعة بإحدى القرى المغربية بإقليم كلميم. إلا أنهما هاجرا المنطقة مبكرا وهما طفلين صغيرين رفقة والديهما ليستقرا بمدينة الرباط خلال أواسط الثلاثينيات من القرن الماضي. حيث ازددت فيما بعد بتاريخ 25 شتنبر سنة 1954.
ما الذي دفع بأجدادك آنذاك إلى مغادرة المنطقة؟
كان ذلك بسبب ظروف الجفاف والمجاعة التي اكتسحت الجنوب المغربي وقتها على غرار باقي البوادي المغربية. خاصة أن تلك المرحلة من أيام الاستعمار الفرنسي، كانت القرى تعاني وضعا اجتماعيا وإنسانيا صعبا. حيث لم تكن هناك الإمكانيات اللوجيستيكية، ولا الصحية ولا التعليمية حتى.. إذ أن المغاربة كان أغلبهم يعيشون على ماتنتجه الطبيعة ولا شيء غير لك.
هل هذا يعني أنك من أسرة فقيرة؟
أسرتي كان وضعها الاجتماعي عاديا جدا، بسيطة إلى أقصى الحدود. وهي كسائر 98 في المائة من الأسر المغربية في ذلك الوقت. أما الميسورون فلم يكونوا بالمقابل يتعدون واحد في المائة. فنحن كما أشرت أسرة سوسية. متعددة الابناء . كنا جميعا إلى جانب والداي وجدتي نجتمع حول مائدة الأكل " وكناكلو داكشي اللي قسم الله". وقد كان والدي رحمه الله مصدر قوتنا والمعيل الوحيدة لأسرتنا.
ماذا كان يعمل؟
كان والدي تاجرا في بداية حياته، وبعدما اصبح ابناؤه شبانا، لم تعد تجارته تكفي لسد حاجاتنا الضرورية، فأسس مقاولة صغرى للصباغة في اواسط الستينات..
هل كنت اخر العنقود؟
لا أوسطهم.. فنحن "4 بنات و 3 اولاد".
ما الذي كان يميزك في الطفولة. الشغب مثلا؟
ربما اخي الاكبر كان مشاغبا اكثر مني
لماذا؟
أخي كان لاعبا ماهرا في كرة القدم، من خلال ملاعب الأحياء، وأنا دائما ما كنت مصاحبا له، "كانشد حوايج لفرقة وكانحضيهم". فكانوا يلقبونه بـ "الكوشي"، لكن بعد عودتنا إلى البيت "ماكانفلتوش بجوجنا من لعصا". والسبب لأن والدي كان يرفض ممارستنا لكرة القدم، بالمقابل كان يصر على اهتمامنا بالدراسة ولاشيء غير ذلك. فطفواتي كانت هادئة جدا، لكن الشغب بدأ معي في المراهقة. حينها سأتحول تحولا جذريا ابتداء من 15 – 16 سنة.
ماذا كان حلمك في الطفولة؟
أقصى ما كنت أحلم به في الطفولة وحققته الحمد لله، هو أن أصبح محاميا.
وكيف قضيت طفولتك؟
طفولتي كانت عادية جدا، كباقي أطفال المغاربة، يمكن غير عادية فيما يتعلق بمساري الدراسي، كوني صادفت الحكومة الأولى، التقدمية لسنة 1959. والتي شارك فيها الاتحاد، وقام بمجهود كبير من أجل تعميم المدرسة والتعليم، ولذلك، دخلت المدرسة في سن صغير.
كم كان عمرك آنذاك؟
لم يكن يناهز 5 سنوات ونصف. ولكن دخلت القسم شهرا، "وانا نتجلى واحد النهار".
لماذا؟
بعد خروجي من باب المدرسة، حدث أن "طاح ظلام المغرب"، فتُهت لساعات، قبل أن يعثر علي أحد الجيران ويعيدني إلى البيت، فقرر والدي أن يمنعني من العودة إليها، وقال لي " هاد المدرسة اللي غاتجليك علينا ماعدنا مانديرو بيها، جلس فالدار"..
وقتها وبعد استئنافي الدراسة، ألحوا علي إخوتي الكبار على الالتحاق بمدرسة البعثة الثقافية الفرنسية. لكن الوالد حينها، باعتباره مسؤولا حزبيا آنذاك، فكان السياق هو أن أبناء المغاربة يجب أن يتعلموا في مدارس الحركة الوطنية والتي كانت معربة.
أي حزب كان والدك ينتمي إليه؟
أبي كان استقلاليا، وخرج مع الاتحاديين إلى تأسيس الجماعات المتحدة لحزب الاستقلال، كما انه أسس سنة 1959، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
السنوات :
1975 – 1983 : شغلمنصب مسؤول وطني للشبيبة الاتحادية.
1999 : رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمجلس النواب
2010 : عينه الملك محمد السادس وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان.
2012 " انتخابه كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية