سيرة ذاتية حصرية.. سعيد الجماني منجمً للنكت السياسية

في الوقت الذي ظلت فيه أغلب الشخصيات السياسية والفنية والرياضية في المغرب، مصدر إلهام صانعي النكت، لم يسلم خطري ولد سيدي سعيد الجماني من التنكيت الذي لازمه منذ منتصف السبعينيات إلى أن توارى عن الأضواء بسبب المرض الذي داهمه، إذْ نال نصيب الأسد من النكت التي رسمت له في الخيال الشعبي المغربي صورة الرجل الساذج الذي وجد نفسه فجأة منخرطا في بروتوكولات صارمة في محيط القصر الملكي، بعد أن تربي على حياة الترحال البسيطة في الصحراء.
بساطة الجماني وفق ما جاء في تقارير إعلامية، جعلته هدفا لصناع النكت، سيما إذا وضعناها في سياقها التاريخي، إذ كان الوقوف أمام ملك من قيمة الحسن الثاني يقتضي الالتزام بضوابط معينة، فيما كان رجال الصحراء يتصرفون بتلقائية وهي ميزة خطري الجماني، فالمقربون من هذا الرجل يجمعون على أنه لا علاقة بينه وبين ما يروى عنه، وهو الرجل الهادئ والحكيم.
وطيلة الحقبة الزمنية التي عُرف فيها خطري ولد سيدي سعيد الجماني، لم ينتفض يوماً ضدٌ منتجي النكت، بل ظل يجد متعة في سماعها، لإيمانه بأن مهامه السياسية انتهت باسترجاع المغرب لصحرائه وبالبيعة الكبرى آنذاك.
وشكل سعيد الجماني “أيقونة” للنكت على مر سنوات، ويعكس تطور النكتة السياسية بين تلك الحقبة وأيامنا هذه، التطور الشمولي الذي شهدته البلاد، فما كان يضحك المغاربة في ذلك الإبان، لن يكون له المفعول نفسه الآن، كما يُستعمل اسم الجماني لإعطاء شرعية للنكتة.
طرائف خطري ولد سيدي سعيد الجماني حجزت لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فبنقرة بسيطة تصادف أكثر من صفحة حول الرجل الذي ارتبط غصبا عنه بالسخرية والنكتة السياسية، على غرار طرائف سعيد الجماني، أو الجماني مغربي حقيقي، أو اضحك مع الجماني، وقس على ذلك من المواقع التي يقبل عليها الشباب المغربي.
{facebookpopup}