الفتح بطل كأس العرش.. هل انتصرت سطات .. ؟؟

الفتح بطل كأس العرش.. هل انتصرت سطات .. ؟؟

فاز الفتح السطاتي لكرة القدم المصغرة بكأس العرش في إنجاز تاريخي سيخلد في الذاكرة الجماعية للمدينة، قوة اللحظة التي نقلتها شاشات التلفزة بتسلم عميد فريق أشبال بارة للكأس من طرف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وإعلان مذيع مركب العيون أن فريقا من سطات يعتلي المنصة ومعها القمة لأمجد الكؤوس الوطنية وأغلاها على قلوب المغاربة، لا يمكن أن تعفينا من طرح الأسئلة بتجرد ومسؤولية.. هل فعلا سطات المدينة من فازت بالكأس الفضية؟ لا يختلف اثنان حول الوضع المتردي للواقع الرياضي بالمدينة، من غياب تام للمرافق و إهمال لهذا المرفق الحيوي، فسطات تتوفر على قاعة مغطاة يتيمة كان زملاء الزراعي ومعاش ينتظرون دورهم لكي يجروا تدريباتهم على أرضيتها بفعل الضغط الهائل عليها من مختلف الجمعيات بأصناف رياضية متعددة، سطات تتوفر على مركب رياضي لم يبق منه الا ذكريات جيل التسعينات وهي تدحرج الكرة على أرضيته والجماهير العاشقة وهي تنشد أهازيج الحب والوفاء على مدرجاته، ملاعب الاحياء (بئر انزران ودالاص) لا يمكن أن تسهم سوى في عطب أي موهبة رياضية بفعل الحالة الكارثية التي تتواجد عليها أرضيات هذه الملاعب، ملعب القرب الوحيد والذي تم تشييده بالقرب من أحياء الخير وسيدي عبد الكريم خضع بدوره لمنطق الربح وأصبحت 100 درهم للساعة الواحدة سيفا مسلطا على رقاب الناشئة، السيد اخنوش ملياردير الوطن يضع أيديه على كولف جامعي بمرافق مهمة دون أن تستفيد منها سطات.

 باختصار يا سادة لا شيء بمدينتنا يوحي بأن هناك بنية تحتية قادرة على صنع أبطال أو خط ملاحم رياضية كما فعلت النهضة مع أجيال السبعينات والثمانينيات و فعلته الفتح السطاتي خلال السنوات الأخيرة (أبطال المغرب وبطل كأس العرش)، فنحن نتحدث عن استثناء في زمن انتهاء المعجزات ولرد الحق لصاحبه يجب أن نقول بأنها إرادة خالصة لشباب تحدى كل شيء ليصنع أجمل شيء لهذه المدينة

 بمنطق الأشياء دعونا نسمي الأمور بمسمياتها، لا أحد من مسؤولي المدينة راهن على هؤلاء الشباب لتقديم شيء لسطات، كنا نجدهم يتسابقون لإعداد طبق حلوى ويتسمرون أمام عدسات المصورين لأخذ صور تذكارية مع الفريق كلما حقق إنجازا رياضيا مستحقا، تم يتوارون إلى الخلف تاركين الفريق لمعاركه مع التنقل والإقامة ومستحقات اللاعبين ولا يتذكرون الفريق إلا مع إعلان فوز جديد بكأس أو بطولة..

الفتح السطاتي فتح اليوم نافذة جديدة للحلم بالنسبة للأطفال والشباب، رجاءا لا تغلقو النافذة ولا تقفلوا القوس، بإمكانكم إدخار ثمن أطباق الحلوى والعصير الذي تستعدون لتقديمه لأبطال ملحمة العيون، وعوض ذلك هيئوا لهم شراكات تجعلهم يستمرون في حمل صورة مدينة نكن لها الحب، ضعوا رهن اشارتهم بقعة أرضية لتشييد مدرسة للتكوين من أجل الأجيال المقبلة، مكنوهم من مرافق تضخ عائدات مالية على خزانة الفريق لكي يستمروا في العمل بأريحية ..

يا سادة فضلا لا تهينوهم وتهينونا وتهينوا المستقبل بإدخالهم في حسابات السياسة عند توزيع المنح .. فهم فتح كأس العرش الغالية وفتح بطولات المغرب وفتح الرياضة السطاتية.. مشهد "الديباناج" تحمل أبطال ملحمة العيون وتجول بهم شوارع المدينة وملامح الإعتزاز والفخر على وجوه مواطني المدينة به رسالة بليغة وهي أن الفتح السطاتي هو قاطرة الرياضة اليوم فعاملوهم على هذا الاساس..