ماذا قال عامل سطات ليعبر منتخبو سطات عن ارتياحهم ؟

ماذا قال عامل سطات ليعبر منتخبو سطات عن ارتياحهم ؟

أسابيع قليلة بعد استواء عامل إقليم سطات على كرسيه بالطابق الثاني من مقر عمالة سطات، رتب لجولة قادته للعديد من المؤسسات والجماعات وكانت جماعة سطات من بينها، إلى هنا يبدو الأمر طبيعيا، فالأمر مرتبط بالأساس بزيارة تواصلية تدخل في إطار المجاملة والبروتوكول أكثر منها مباشرة للملفات العالقة.

ما استرعى الانتباه حقيقة خلال اللقاء التواصلي مع منتخبي سطات، هو النقاش الذي دار داخل القاعة، فالعامل نظرا لمنصبه الحساس على رأس هرم الإدارة الترابية للإقليم لا بد وأن يكون اضطلع بما يكفي على مجريات الأمور بالإقليم، وغاص في تشخيص الحياة الثقافية والسياسية والرياضية والاجتماعية للمدينة، وخبر جيدا من خلال الملفات التي وجدها على مكتبه كل تمفصلات تدبير المدينة منذ أن وضع حجر الأساس لبناء مقر البلدية إلى آخر دورة من دورات المجلس، وحين تناول الكلمة لم يقل أكثر مما قيل من طرف كل العمال والولاة الذين سبقوه، على اعتبار أن تشخيص الوضع الحالي للمدينة ليس في حاجة للمزيد من الاجتهاد، وواقع الحال يتحدث عن نفسه ما دام التردي الصارخ لكل الخدمات الحيوية بالمدينة هو سيد الموقف.

من حق عامل سطات الجديد أن يقول ما يشاء بما أنه لم يتخذ طريق سلفه المتوكل والذي صبغ المدينة بالوعود والأحلام الوردية ولما استفاقت الساكنة لم تجد الوالي المتوكل الذي أحيل على التقاعد، ووجدت واقعا أكثر قتامة عما كان.

لكن هل يحق لمنتخبي ما بعد دستور 2011 وما بعد الميثاق الجماعي الجديد، وما بعد الجهوية المتقدمة، أن يتباكوا في حضرة العامل عن الوضع الذي وصلت إليه المدينة وأن يشحتوا مقاربة تشاركية للتصدي لهذه المشاكل؟ مع كل احترامي للأغلبية والمعارضة داخل المجلس الجماعي لسطات فهناك شيئ خاطئ، فإما أن السادة الأعضاء لم يقرؤوا جيدا ما لهم وما عليهم داخل كتيب الميثاق الجماعي للتسيير، وفهموا بأنهم السلطة الفعلية لتدبير المدينة وتنميتها على كافة المستويات والأصعدة، وإما أنهم لا يريدون استيعاب التحولات السياسية الجارية.

المطلوب اليوم تحمل كافة الفرقاء لمسؤولياتهم، وأداء وظائفهم بكفاءة ونكران ذات، لان زمن التراشق بتحميل المسؤولية ولى، والميثاق الجماعي الذي على أساسه تم انتخاب المجلس الحالي رسم بشكل محكم مجالات تدخل مختلف الفاعلين، وأوضح بما لا يدع مجالا للشك بأن أمر التنمية والحكامة الجيدة هي مسؤولية المجلس المنتخب، وبان سلطة الوصاية والتي يمثلها العامل، ينحصر مجال تدخلها في التنسيق بين مختلف المصالح الخارجية وتتبع عمل المجالس المنتخبة دون تدخل مباشر.

أتخيل مشهد نفس القاعة بنفس الوجوه ونفس النقاش، الفرق الوحيد هو أن الخطاب لا يوجه للعامل، بل للمجلس ككل، حيث تذوب الخلافات السياسية والشخصية وتطرح المشاكل بنفس الهدوء ونفس الدقة، ويحرر محضر في الموضوع ويعهد للجنة مختلطة بتتبع حل المشاكل المطروحة، ألن تربح المدينة ككل؟ عوض منطق ربح المجموعة والحزب والذي أتبثث التجارب أنه لا يرمي حاضر ومستقبل المدينة إلا على الحائط، والحائط هنا ليس سوى نفق مظلم دخلته عروس الشاوية ولم تستطع لليوم الخروج منه.

هل الأمر صعب؟ غير قابل للتحقيق؟ سريالي؟

تبا لي يبدو بأني عدت من جديد للخيال والحلم ..