الفقر منع محمد مفتاح من الزواج والعيش مع من يحب

الفقر منع محمد مفتاح من الزواج والعيش مع من يحب

يعد محمد مفتاح من الممثلين المخضرمين الذين نجحوا في اكتساح الساحة الفنية المغربية والعربية، من خلال مشاركته في عدة أعمال ناجحة، لكنه فشل في إيجاد شريكة العمر.

لما سألناه عن مواصفات زوجته المستقبلية رد ساخرا: «أي مستقبل لعجوز بلغ اثنين وستين عاما؟»، وحين سألناه مرة أخرى عن أول حب في حياته فرد ضاحكا: «أمي»، لكننا لم نستسلم حتى كشف لـ«الأخبار» عن السيدة مليكة التي ملكت قلبه منذ طفولته. إذ صرح مفتاح أن أول حب له كان في فترة الستينات أثناء دراسته بالسلك الابتدائي، حيث وقع في غرام زميلته في الفصل، كان يحبها في صمت بحكم نشوئه في زمن الحشمة والوقار يقول.

وعند استفسارنا له عن المواصفات التي جذبته نحو «مليكة»، قال إن المرأة في ذلك الزمن كانت كلها تثير الإعجاب، رغم تشبثها بلباس مستور وتقليدي لا يكشف سوى كعب قدميها، عكس زمننا الحالي الذي يتسم بالمباشر، حسبه.

ويضيف مفتاح أنه لم يجرؤ على مصارحتها بما يحس تجاهها، بل كان يكتفي باستراق نظرات إليها ورمي رسائل غرامية باتجاه مقعدها دون أن يكشف نفسه، مضيفا أن المرأة في ذلك الزمن كانت تغادر الدراسة مبكرا بسبب الزواج، وهذا ما حصل مع مليكة التي تزوجت بشخص آخر، لتضرب بحب مفتاح عرض الحائط.

وأضاف الفنان ذاته أن إمكانياته حينها لم تكن تسمح له بالزواج وتأسيس أسرة، حيث كان يتقاسم غرفة في «الكاريان» مع أولاد عمه، وراتبه الشهري كممثل مسرحي لا يتعدى مائة درهم لا تكفيه حتى لمصاريف النقل، إذ كان يركب الحافلة دون أداء تذكرتها مرارا، ويفر من نوافذها كلما ظهر له شبح المراقب.
وفي الأخير، أخبرنا مفتاح أنه التقى بها بعد سنوات رفقة أطفالها، فصارحها بحبه لكن بطريقة لا تخلو من مزاح، فأخبرته هي الأخرى أنها كانت معجبة به، لكن قيود الخجل منعتها من البوح بمكنوناتها.
عاش مفتاح لحظات مرة منذ طفولته، إذ تعرضت والدته للقتل على يد الاحتلال الفرنسي في مظاهرات 20 غشت 1953، لكنه تحدى كل الحواجز التي واجهته، ونجح في بصم اسمه الفني الذي يعد من الأسماء المعروفة عربيا، خصوصا في الدراما السورية، غير أن أدواره لم تسلم من الانتقادات، إذ تعرض للنقد إثر مشاركته بدور صامت في فيلم «الرسالة» للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، بمبرر عدم فصاحته في اللغة العربية.

كما شارك في عدة أفلام فرنسية وإنجليزية وإيطالية، وعاد أخيرا إلى الساحة الفنية المغربية بعد غياب دام لسنوات بمسلسل «دار الضمانة»، للمخرج الشاب «محمد علي المجبود».