من بيان احتجاجي إلى طاولة الحوار بسطات.. حزب الأمل يواجه أزمة الماء والبنية التحتية بلغة المكاشفة والحلول
في خطوة لافتة تعكس تحوّل الاحتجاج إلى فعل مؤسساتي مسؤول، انتقلت التنسيقية الإقليمية لحزب الأمل بسطات، بمعية نقابة الأمل المغربية، من مربع البيانات إلى فضاء الحوار المباشر، بعقد لقاء تواصلي مع نسرين الناصري، المديرة الإقليمية للشركة الجهوية متعددة الخدمات، وذلك على خلفية البيان الذي فجّر نقاشًا واسعًا حول اختلالات الماء والكهرباء بالإقليم.
اللقاء، الذي جاء في سياق اجتماعي محتقن، لم يكن بروتوكوليًا بقدر ما كان مواجهة مباشرة مع ملفات ثقيلة، فرضتها انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب، وفواتير وُصفت بالمرهقة، وأشغال تحوّلت من أوراش تنموية إلى مصدر يومي لمعاناة الساكنة…
بين القانون والواقع… المواطن الحلقة الأضعف
خلال النقاش، تم استحضار الإطار القانوني المؤطر لعمل الشركة، خصوصًا القانون الإطار 23-81، مع توضيح حدود الاختصاص بين الشركة الجهوية SRM والمكتب الوطني للماء والكهرباء، غير أن هذا التوضيح – حسب المتدخلين – لا يعفي من مسؤولية ضعف التواصل وغياب المعلومة الدقيقة لدى المواطن، الذي يجد نفسه تائهًا بين المؤسسات كلما انقطعت الخدمة. كما تم تسجيل تكرار الانقطاعات دون إشعار فعّال أو مسبق، وهو ما عمّق الإحساس بالاستهانة بحاجيات الساكنة اليومية، في وقت لم تعد فيه الماء مجرد خدمة، بل شرطًا أساسيا للعيش الكريم.
شارع الجنرال الكتاني… ورش يتحوّل إلى أزمة
أحد أكثر الملفات سخونة كان ملف أشغال شارع الجنرال الكتاني، الذي تحوّل إلى نموذج صارخ لسوء التنسيق والتواصل، حيث اشتكى المتضررون من طول مدة الأشغال، وغياب تواريخ واضحة لنهايتها، وما نتج عن ذلك من شلل مروري وخسائر تجارية، وسط تساؤلات حول من يتحمّل مسؤولية هذا الارتباك.
فواتير، عدادات، ومقاربة اجتماعية غائبة
اللقاء تطرّق أيضًا إلى إشكالية تراكم الفواتير ونزع العدادات، وهي النقطة التي فجّرت غضبًا اجتماعيًا صامتًا، حيث تمت الدعوة إلى اعتماد مقاربة اجتماعية أكثر إنصافًا، تراعي هشاشة عدد من الأسر، بدل اللجوء إلى حلول زجرية تزيد من تعميق الأزمة.
وعود تقنية… هل تكفي لطمأنة الساكنة؟
في المقابل، قدّمت المديرة الإقليمية جملة من الحلول التقنية، من بينها معالجة القناة الرئيسية بطول 5 كيلومترات بحي مفتاح الخير، وإحداث قناة ثالثة بقطر DN 800 لتعزيز التزوّد بالماء، إضافة إلى برمجة مختبر إقليمي حديث لمراقبة جودة المياه، والتفاعل الفوري مع بعض الحالات الفردية. كما تم التذكير بالإكراهات الموروثة عن المرحلة السابقة، مع التأكيد على أن تاريخ 1 أكتوبر 2024 يشكل نقطة فاصلة في تحمل الشركة الجهوية لمسؤولياتها الكاملة.
من الحوار إلى الفعل… اختبار المصداقية
لقاء قد لا يحل كل الأزمات دفعة واحدة، لكنه يؤشر على أن طريق الحل يبدأ بالإنصات والمكاشفة، وأن استعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات تمرّ عبر قرارات ملموسة، لا بيانات فقط.
وفي ختام اللقاء، أعلنت التنسيقية الإقليمية لحزب الأمل بسطات ونقابة الأمل المغربية عن وضع خلية للإنصات والتواصل رهن إشارة المواطنات والمواطنين، مؤكدة أن زمن الصمت قد انتهى، وأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تتبع ومساءلة.


