رغم المؤامرات والعراقيل.. جمعية الدار العائلية بأولاد سعيد تفرض منطق الإصلاح الميداني
في إطار التزامها الدائم بخدمة الشباب والنهوض بالتنمية المحلية، تواصل جمعية الدار العائلية للتربية والتكوين والتوجيه، تنفيذ برامجها الرامية إلى تعزيز التربية والتكوين والإدماج الاجتماعي، من خلال مشاريع متعددة، تشمل مجالات التأهيل المهني، والإيواء، والإطعام، والتوجيه التربوي والاجتماعي.
وقد استطاعت الجمعية، بفضل مجهودات أطرها الإدارية والتربوية، أن تخلق فضاءً حقيقياً للتكوين والإعداد الحياتي لفائدة النزيلات والنزلاء، على مستوى إقليم سطات، حيث يتم تمكينهم من مهارات مهنية في مجالات مختلفة، تُمكّنهم من الاندماج في سوق الشغل والمساهمة في تنمية محيطهم القروي والحضري.
فتلك البناية “الدار العائلية”، التي تتراءى للمارة على مستوى مدخل جماعة أولاد سعيد في اتجاه إقليم الجديدة، ليست جسدا بدون روح، بل بالعكس، شكلت منذ تأسيسها سنة 1999، فضاء رحبا لاستقبال النزلاء بطاقة استيعابية تناهز 100، تستقبل خلالها مختلف تلامذة السلكين الإعدادي والثانوي التأهيلي، المنحدرين من الفئات الهشة القادمين من جماعات اكدانة، أولاد سعيد، امزورة، اخميسات الشاوية بقيادتي أولاد سعيد وامزورة، حيث تسهر جمعية الدار العائلية للتربية والتكوين والتوجيه في إطار بعدها “التربوي” على توفير المطعمة والإيواء لهم، من خلال توفير ظروف ملائمة للإقامة والتغذية، ومواكبة نفسية وتربوية تضمن للنزلاء بيئة حاضنة تساعدهم على التحصيل والاندماج، فضلا على تحمل أعباء باقي مصاريف النظافة والكهربة والماء الصالح للشرب والصيانة، دون الحديث على توفير 11 منصب شغل مباشر وقار وأخرى غير مباشرة موسمية، علما أن موارد الجمعية الرسمية تقتصر على مساهمة التعاون الوطني، التي لا تصل إلى تغطية ربع النفقات السنوية.
وفي إطار الحرص على توفير بيئة آمنة ومريحة للنزلاء، حرصت جمعية الدار العائلية بأولاد سعيد على تأمين مختلف المستفيدين من خدمات المؤسسة تلامذة وأطر عاملة، فضلا على تجهيز مقرها بكاميرات مراقبة حديثة، تغطي مختلف أركان المرافق، إلى جانب تخصيص حارس ليلي، يسهر على حماية الفضاء وضمان سلامة المستفيدين على مدار الساعة، كما تفخر الجمعية بتوفرها على طباخات مؤهلات، يتمتعن بخبرة في مجال التغذية الجماعية، يقدمن وجبات متوازنة بجودة راقية تحترم معايير حفظ الصحة والنظافة، مما يعكس حرص الجمعية على الجمع بين البعد الإنساني وجودة الخدمات في آن واحد.
في سياق متصل، وجب التذكير أن جمعية الدار العائلية للتربية والتكوين والتوجيه، امتدت مهامها إلى البعد “التكويني”، بعدما نجحت في استقطاب وتكوين وتأهيل 30 سيدة قروية بشراكة مع التكوين المهني والتعاون الوطني، في مجالات كفيلة بأن تشكل لعائلات المستفيدات موارد مالية ومدخول قارا لهم، في حرف “الخياطة، الطرز، الفصالة…”، مع استعداد لتوسيع قائدة المستفيدات وكذلك الاختصاصات لتشمل مجالات “الحلاقة، الطبخ، الفلاحة، تربية الدواجن، المكننة الفلاحية…”.
من جانبه، أكد الحاج عبدو مصطفى الذي تولى رئاسة جمعية الدار العائلية للتربية والتكوين والتوجيه سنة 2018، بعدما كان هذا المرفق الاجتماعي موصد الأبواب لمدة تناهز الثلاثة سنوات، حيث اضطر إلى تحمل أعباء النفقات والمصاريف العالقة لسنوات خلت في مجال الماء الشروب والكهربة، -أكد- أن العمل متواصل لتوسيع قاعدة المستفيدين من مختلف البرامج، وتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والجهويين، من أجل ترسيخ نموذج تنموي تشاركي يجعل من التكوين المهني والتربية ركيزتين أساسيتين للتنمية المستدامة، وفق رؤية سديدة تلامس تطلعات واحتياجات المستفيدين، رغم بعض المحاولات المهزوزة والميأوسة لفرملة إشعاع وجدية الأهداف النبيلة للجمعية، حيث تواصل تنزيل برامجها التربوية والتكوينية رغم مطبات لوبي مقاومة التغيير والإصلاح.
من جهة أخرى، أضاف نفس المتحدث “الحاج عبدو مصطفى” أنه رغم العواصف المفتعلة وحرب الإشاعات التي تُشن بين الفينة والأخرى، تواصل جمعية الدار العائلية بأولاد سعيد مسيرتها بثبات، مدفوعة بإرادة صلبة لأعضائها وأطرها العاملة، الذين يشتغلون دون كلل أو ملل في سبيل تنزيل رؤيتها الإصلاحية وخدمة أهدافها التربوية والتكوينية والاجتماعية، حيث رغم محاولات النيل من عزيمة الفريق العامل، ظل الأعضاء أوفياء لنهج العمل الجاد والمسؤول، مؤدين فاتورة الخير بحرب الشائعات وترويج المغالطات، قبل أن يختم الحاج عبدو مصطفى رئيس الجمعية على أنه لن يرضخ لأي محاولات ابتزازية أو ضغوطات تُراد منها عرقلة مسار الإصلاح، مؤكّدًا أن الجمعية ماضية في طريقها بثقة وإيمان بعدالة رسالتها المجتمعية.


