ترحال جماعي للكوادر يهزّ بنية النقابة التقليدية “من الاتحاد إلى الأمل”.. هل هي بداية انهيار أسهم موخاريق وآخرين بسطات؟

ترحال جماعي للكوادر يهزّ بنية النقابة التقليدية “من الاتحاد إلى الأمل”.. هل هي بداية انهيار أسهم موخاريق وآخرين بسطات؟

في لحظة نادرة يتقاطع فيها الوعي النقابي مع الجرأة التنظيمية، شهدت مدينة سطات دينامية نوعية تستحق التنويه والتأمل، تمثلت في التحاق عدد كبير من المناضلين والمناضلات بنقابة الأمل المغربي التابعة لحزب الأمل، بعد مسار طويل داخل الجامعة الوطنية للتعليم – الاتحاد المغربي للشغل.

تدوينة للأستاذ الوردشي عبد اللطيف على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، يكشف من خلالها إعلانه عن استقالته من المكتب الإقليمي لسطات وجميع الهياكل التنظيمية التابعة للجامعة الوطنية للتعليم (الاتحاد المغربي للشغل)، والتحاقه بنقابة الأمل لتقلد مهام جديدة تتمثل في الكاتب الإقليمي لسطات والكاتب الجهوي لجهة الدار البيضاء سطات، معتبرا ذلك سعيا منه لخدمة القضايا النقابية والدفاع عن حقوق العاملين في إطار ديموقراطي شفاف.

قراءة بسيطة في التدوينة السالفة للذكر، تكشف لا محالة أنها ليست مجرد خبر نقابي عابر، بل هو عنوان كبير لمرحلة جديدة تُكتب بحبر الوعي لا الانفعال، وبقلم الاختيار لا التبعية. إنها لحظة انفلات من قوالب نقابية صارت لا تُشبه أصحابها، وبداية تشييد سقف بديل، أكثر اتساعًا، وأكثر إنصاتًا، وأكثر جرأة في التعبير عن انشغالات نساء ورجال التعليم.

إن الترحال – حين يكون مدروسًا ومبنيًا على قناعة – لا يُعد خيانة كما يروج البعض، بل هو وفاء أعمق لفكرة النضال نفسها، التي تُفترض فيها الحركة لا الجمود، والبحث لا الاستسلام، والتجديد لا الاستهلاك.

في ذات السياق، ربط سكوب ماروك الاتصال بالأستاذ معاذ فاروق المنسق الإقليمي لحزب الأمل بسطات، الذي أكد في تصريح هاتفي صحة الترحال الجماعي نحو نقابة الأمل، مثمنا هذا الاختيار لأنه ليس انتقامًا من الماضي، بل وفاء للمستقبل. ويقدّره لأنه لم يكن لحظة مزاج عابرة، بل خلاصة مسار من الإنصات العميق، والمساءلة الصريحة، والجرأة في الانفصال عن السائد، دون عداء ودون تصفية حسابات.

في سياق متصل، أضاف نفس المتحدث معاذ فاروق، أن نقابة الأمل المغربية، بهذا الانفتاح الذكي، لا تبني فقط رصيدها البشري، بل تُعلن عن نفسها كبيت يتّسع لنبض جديد، قادر على التجدد، وعلى احتضان الطاقات التي ظلت في الهامش أو اختنقت داخل أنظمة تنظيمية لم تواكب تطلعاتها. فلا الإصطفاف النقابي يجب أن يكون قدرًا محتومًا، ولا الوفاء التنظيمي يجب أن يُفهم كصمت مطلق عن الأعطاب البنيوية. بل العكس تمامًا: في زمن الأزمات، يصبح التحرك الهادئ نحو مساحات الأمل هو الشكل الأرقى من النضال.

في هذا الصدد، تابع المنسق الإقليمي لحزب الأمل بسطات تصريحه،  بتقديم عبارات الشكر والامتنان إلى مختلف أطر وكوادر تنظيم الأمل، لما أبانوه من دينامية جديدة مفعمة بالطموح والالتقائية والرؤية المشتركة، معتبرا أن هؤلاء المناضلين والمناضلات  الملتحقين، سيشكلون لا محالة إضافة نوعية، لا فقط على مستوى الحضور العددي، بل على مستوى الرؤية، والاقتراح، والتأثير داخل الحقل التربوي والنقابي بسطات، قبل أن يختم نفس المتحدث “معاد فاروق” بالقول أن “في مدينة تنتظر الكثير، كل اختيار ناضج يُعدُّ خطوة في طريق طويل… اسمه الكرامة المهنية والعدالة التربوية.

جذير بالذكر، أن التنسيقية الإقليمية لحزب الأمل بسطات، بقيادتها الشابة متمثلة في الأستاذ معاذ فاروق مؤازرا بثلة من خيرة أطر ونخب المدينة، وتحت إشراف ربان طائرة الأمل الأستاذ محمد باني ولد بركة، تواصل تنزيل رؤيتها السياسية الناضجة والمنفتحة على مختلف الطاقات والكفاءات، التي من المنتظر أن تلتحق بالحزب وتقدم إضافات لعدد من القطاعات الحيوية لنقابات الأمل (التعليم، الصحة، الجماعات…).