لقاء تواصلي بين العامل الجديد ومنتخبي جماعة سطات.. الاجتماعات تُعقَد والمقررات تُعَلَّق!

لقاء تواصلي بين العامل الجديد ومنتخبي جماعة سطات.. الاجتماعات تُعقَد والمقررات تُعَلَّق!

ها نحن مجددًا، نعيش حالة “اجتماع ما بعد الاجتماع”، حيث لن تتغير القاعة، ولن تتبدل الطاولات والكراسي، فقط تتغير أسماء ووجوه المسؤول الأول عن تراب الإقليم، لكن تظل الأسئلة هي ذاتها، عالقة بين جدران المؤسسات: هل الاجتماع القادم للمجلس الجماعي لبلدية سطات بحضور السيد العامل سيكون بداية فعلية لإعادة ترتيب الأولويات؟ أم مجرد عرض جديد بديكور مختلف ونفس السيناريو المتقادم؟

الآن وبعد مرور أزيد من شهر، يُعلن ممثل أم الوزارات، بمثابة المسؤول الأول على تدبير النفوذ الترابي لإقليم سطات عن اجتماع جديد مع المجلس الجماعي لبلدية سطات مباشرة بعد انتهائه من لقائه التواصلي المرتقب مع مكونات المجلس الإقليمي يوم الأربعاء المقبل.. ولأننا شعب لا يفقد الأمل (ولا ذاكرته كذلك)، نعيد طرح السؤال الأهم: هل سيحضر القرار هذه المرة، أم سيكتفي الحضور بالتصفيق للمنصب؟

المدينة لم تعد تحتاج مسؤولين يجيدون “فن التقطيع البروتوكولي”، بل من يضع أصابعه مباشرة على الجرح، حتى لو سالت الحقيقة دمًا. فسطات لا تعاني من قلة الاجتماعات، بل من وفرة التبريرات، لا من ضعف البرامج، بل من قوة الأعذار.

والمفارقة العجيبة – التي لا تثير الضحك بل الحسرة – أن كل ما تحتاجه المدينة اليوم هو تفقد رفوف العديد من المؤسسات والأجهزة (سلطة محلية، أمنية، ترابية، قضائية وجماعية…)، قصد العثور على قرارات ومقررات وأحكام، كتب عليها القدر ألا تخرج للوجود في ظروف غامضة، حيث ينتظر منه هذا المسؤول، تنفيذ ما سبق ووقّع عليه الجميع. نعم، فقط تنفيذ المقررات، لكن يبدو أن المقررات تُعلّق في مكانٍ ما، بين الرفوف وخزائن التأجيلات، بينما تُستعمل المساطر كـ “عصا قانونية” لفرملة أي محاولة للتحرك. فهل التنمية في المدينة مشروطة بضرورة توفر الجرأة لتنزيل المقررات والقرارات الجماعية من طرف مختلف المتدخلين كل وفق اختصاصه؟ أم أن هناك من اعتاد الاشتغال في الظل، حيث كل شيء ممكن إلا الإنجاز أو الأجرأة الميدانية؟

إن أكبر إنجاز يمكن أن يحققه المجلس الجماعي لسطات هو تحرير مرافقه الجماعية من قبضة لوبي تحكم إلى أن تغول، فبات تنفيذ القرارات والمقررات والأحكام القضائية عصيا في مواجهته لأسباب يعلمها العام والخاص، وأن أكبر انجاز كذلك هو تحرير الأوعية العقارية للجماعة من سطوة “منطقة معرضة للفيضانات”، وفق تناطيق تصميم التهيئة والتي تفرمل أية محاولة استثمارية تتطلب وعاء عقاريا جماعيا…

نجاح أي مجلس جماعي لا يُقاس بحفاوة اللقاء، ولا بكثرة المداخلات وعبارات الإطناب والتي قد تصل في بعض لحظاتها إلى لتملق بهدف التسلق، بل بما ينفّذ فعليًا من مقررات. لأن المجلس الذي لا يُنفّذ، يتحوّل إلى قاعة انتظار مؤثثة بالمجاملات، ومدفّأة بالكلام النبيل، لكن باردة في عمقها، وبدون أثر على حياة الناس، ولكي نعطي لكل حقه، فعدد من القرارات والمقررات الحاسمة للمؤسسة الدستورية لجماعة سطات، لا تزال معلقة إلى اشعار لاحق، لذلك، من حقنا أن نسأل دون خجل: هل الاجتماع المقبل سيكون موعدًا للحسم في الملفات العالقة؟ أم حفل استقبال ناعم لعامل جديد، مع وصلة من التصفيق والثناء الذي لا تنقصه إلا الموسيقى؟ ووصولا إلى فاصل من لحظات التقاط الصور مع العامل الجديد ليتغنى بها المنتخبون على صفحاتهم بالفايسبوك !!

سطات لا تحتاج بعد الآن إلى رسائل الاطمئنان، بل إلى قرارات تعيد للمدينة ماء وجهها، وماء شربها كذلك، فالماء بالنسبة للبعض إن لم نقل الكل، بات امتيازا أكثر من حق دستوري في هذه المدينة !!!