جزء 1: دراسة علمية تتحدث عن تنازل الشاوية قصرا على لقب “أرض الفلاحة” بعد أن تخلت عن لقب “خزان المغرب من الحبوب”

تتأثر الفلاحة في الشاوية بسوء التوزيع الزمني و المجالي للتساقطات، إذ أن ما يؤثر سلبا على جودة المواسم الفلاحية في المنطقة، هو اعتماد غالبية الفلاحين على القدرية وعلى التساقطات المطرية خاصة في ظل التغيرات المناخية العالمية و التي زادت من حدة هذه التغايرية المناخية.
تؤثر ظاھرة التغايرية المناخية على القطاع الفلاحي الذي یعد ركیزة اقتصاد الشاوية، خاصة أنه من ممیزات القطاع الفلاحي ھیمنة النشاط الزراعي البوري، مما یعني أن جل المزروعات تعتمد في نموھا على میاه الأمطار، و من تم فإن علاقة المردود الفلاحي، بكمیة التساقطات و كذا طریقة توزیعھا السنوي جد قویة.
و إذا علمنا أن الشاوية ستعرف ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 إلى 4 درجات مئوية، مقارنة بين الفترة الزمنية ما بين 2070-2099 والفترة 1961-2000، و نفس الشيئ على مستوى معدل التساقطات الشتوية و الربيعية إد سيعرف انخفاض بمقدار محصور ما بين 0,12 و 0,25 ميليمتر، فإن ذلك سينعكس لا محالة على زراعة الحبوب، نظرا للارتباط بين المعطيات المناخية و الظروف السوسيو- بيئية و سوسيو اقتصادية.
إذا كانت الشاوية عرفت في التاريخ بكونها مطمورة المغرب من حيث الحبوب التي كانت تغدي ساكنة المغرب من حيث احتياجاتها من حيث الحبوب، فإنه في ضوء المعطيات المناخية السابقة يمكن أن يطرح مستقبل الشاوية أكثر من علامة استفهام، حتى عن الخصوصية التي اكتسبتها تاريخيا و جغرافيا كمنطقة فلاحية بامتياز.
المصدر: الدكتور يوسف بلوردة، أطروحة لنيل الدكتوراه بعنوان "وقع التغايرية المناخية على الاستراتيجيات والسلوكات الزراعية لتدبير الأراضي في الشاوية السفلى"، كرسي اليونسكو (غ,ن)، جامعة محمد الخامس بالرباط، 2013