عصابة تنحر سائق حافلة للنقل الحضري من الوريد إلى الوريد

اهتزت عاصمة دكالة على وقع جريمة بشعة تشبه تفاصيلها ما تقوم به جهلة العناصر الداعشية برهائنها في الأراضي السورية والعراقية، حيث عمد مجهولون إلى ذبح سائق حافلة للنقل الحضري من الوريد إلى الوريد ليلة الجمعة الماضية.
وجرت فصول هذه الجريمة على مستوى الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين مدينتي أزمور والجديدة حين كان سائق الحافلة عائدا وحده إلى مقر الشركة المالكة ل"حافلات الجديدة الكبرى" بعدما أّمّن وصول آخر رحلة إلى مدينة أزمور، ثم عاد أدراجه . لكنه لم يكتب له تسليم محصوله اليومي إلى مرؤوسيه. وجاء اكتشاف الجريمة بعدما تفاجأ زميل الضحية الذي كان عائدا من نفس المهمة بوجود الحافلة التي انطلقت قبله بحوالي 10 دقائق متوقفة بجوار غابة الحوزية على بعد حوالي 6 كلم على مدينة أزمور.ودفعه فضوله إلى الوقوف لمعرفة سبب وقوف زميله في هذا المكان المظلم، وما إذا كان الأمر يتعلق بعطب ميكانيكي، إلا أنه ما إن وصل إلى مدخل الحافلة حتى تفاجأ بجثة زميله غارقة في الدماء وهي لا زالت ترتعش، والدماء سالت إلى خارج الحافلة، فعاد إلى حافلته وانطلق بسرعة جنونية وهو يجري اتصالات برؤسائه والمصالح الأمنية، التي هرعت إلى عين المكان بكل أصنافها، حيث عاشت المنطقة استنفارا أمنيا، وإنزالا مكثفا للقوات العمومية، على متن العشرات من الدوريات الراكبة، التي انتشرت على جنبات الطريق ، إضافة إلى تمشيط الغابة المجاورة بمساعدة كلاب مدربة.وبالموازاة مع ذلك باشر عناصر و تقنيوا مسرح الجريمة المعاينات والتحريات داخل الحافلة، حيث كانت جثة الضحية ممدة عند مدخلها الأمامي، على مقربة من المقود، وكان مذبوحا بطريقة "داعشية" .
وبالنظر إلى الطريقة التي قتل بها السائق فقد ذهبت كل التخمينات الأولية إلى دافع الانتقام والثأر إلا أن العثور على محصّلة النقود فارغة على بعد حوالي 200 متر من الحافلة التي انتزعت منها، فند هذه المزاعم وصب في اتجاه دافع السرقة، بل أكثر من ذلك فإن بعض المصادر لم تستبعد تعرف الضحية على الجناة مما دفعهم إلى تصفيته بهذه الطريقة، رغم أن الطعنات المتعددة التي تلقاها من الجناة وفاق عددها 15طعنة، كانت كافية للقضاء على مقاومته لهم. وقد أفاد أحد الشهود أنه لدى مروره بالمنطقة على متن سيارته شاهد ثلاثة أشخاص في شجار مع السائق دون أن يعرف السبب، إضافة إلى دراجة نارية من الحجم الكبير كانت متوقفة بجانب الحافلة.وإلى ذلك فقد شيع سكان مدينة الجديدة عصر أول أمس السبت جثمان الضحية في الوقت الذي تتواصل فيه الأبحاث والتحريات من أجل تحديد هوية الجناة.
{facebookpopup}