فيفا تحتفي بإنجاز أسود الأطلس في مونديال 1986 على هذه الطريقة

فيفا تحتفي بإنجاز أسود الأطلس في مونديال 1986 على هذه الطريقة

احتفى الاتحاد الدولي لكرة القدم بالذكرى الثلاثين لبلوغ أسود الأطلس الدور الثاني من نهائيات كأس العالم المكسيك 1986.

وتغلب المنتخب الوطني في تاريخ 11 يونيو 1986 على نظيره البرتغالي بنتيجة 3-1 ليصبح أول منتخب إفريقي يتأهل إلى مرحلة خروج المغلوب في أم البطولات.
وصل أسود الأطلس إلى المكسيك بقائمة قوية من اللاعبين شاركت قبلها بعامين في المسابقة الأولمبية لكرة القدم في لوس أنجلوس حيث لعبوا في مجموعة ضمّت ألمانيا الغربية والبرازيل.

وفي هذا الصدد يتذكر مصطفى الحدواي الذي خاض نهائيات كأس العالم 1986 و1994 في حديثه مع موقع فيفا قائلاً: «بعد تأهلنا إلى الدورة الأولمبية، تمثّل طموحنا بالتأهل إلى كأس العالم حيث كان لدينا جيل جديد من اللاعبين من بينهم أنا وبادو زاكي، وعزيز بودربالة، ومحمد تيمومي، عبد الرزاق خيري، وكريمو».

تأهل الجيل الذهبي للمغرب إلى النهائيات على حساب سيراليون ومالاوي، بجانب خصميه الإقليميين، مصر، كما أوقعتهم قرعة النهائيات في مجموعة صعبة للغاية ضمنت بولندا والبرتغال وانجلترا.

للاستعداد للظهور الثاني في المحفل العالمي بعد أن خاضوا أول مشاركة في المكسيك في 1970، قضى الفريق فترة تدريبية استمرت 40 يوماً في مونتري حيث خاضوا أول مباراة مع بولندا. وفي هذا الصدد يقول الحداوي «كان يقودنا المدرب المحنك خوسيه فاريا وقد طلب منا الذهاب إلى هناك لنتأقلم مع الأجواء.

خضنا عدداً كبيراً من المباريات الودية ضد الأندية وتعرفنا بشكل كبير على خصومنا في الدور الأول. كنا لدينا ميزة كبيرة تمثلت في إلمامنا بلاعبيهم بينما لم يكونوا على دراية جيدة بنا. وفي هذه الأوقات، كان من الصعب الحصول على معلومات عن المنتخبات الأخرى.

اضطلع لاعب الوسط بدور كبير في المباراة الأولى التي أثبت فيها منتخب المغرب قوته ليعتلي صدارة المجموعة في واحدة من أكبر الإنجازات المفاجئة في كأس العالم. وهنا يعلق الحداوي قائلاً «كان لدينا انطباع أن خصومنا استهانوا بنا بعض الشيء لكنهم دهشوا حين وجدوا أنفسهم يواجهون خصماً منظماً ضم عدداً من اللاعبين المميزين.

تعادلنا بدون أهداف في أول مباراتين مع بولندا وانجلترا ثم واجهنا البرتغال في مباراة احتاج فيها الطرفان للفوز للتأهل لكننا نجحنا في الفوز بنتيجة 3-1 لنتأهل للدور الثاني في مفاجأة مذهلة للجميع لاسيما أن البرتغال كانت قد تغلبت على إنجلترا».

وفي مرحلة خروج المغلوب، واجه المنتخب المغربي نظيره الألماني في مباراة أقيمت في طقس حار للغاية حيث نجح أسود الأطلس في فرض التعادل السلبي أمام الماكينات حتى قبل دقيقتين من النهاية ليخسر الفريق بهدف من ركلة حرة سددها لوثار ماتيوس في هزيمة لم ينساها لاعبو المغرب.

وهنا يقول الحداوي «الهزيمة أمام المغرب كانت صعبة للغاية لا سيما أن شباكنا اهتزت بهدف كان يمكننا تجنبه بجانب أنه كانت أمامنا فرصة الفوز بالمباراة. عانى الألمان بسبب درجة الحرارة حيث بدا عليهم الإرهاق الشديد وأعتقد أننا كنا نداً قوياً لهم وتمكنّا من مجاراتهم في مباراة متوازنة. ورغم خسارتنا، كانت الجماهير المغربية فخورة بنا وحين عدنا، كان في انتظارنا موكب شهده 100 ألف شخص.

وضع هذا النجاح التاريخي الأساس للأجيال التالية في كرة القدم المغربية حيث قاد الحداوي فريق شاب بعد ثمانية سنوات في نهائيات الولايات المتحدة 1994. وفي هذا الصدد قال الحداوي «ضم الفريق كوكبة من اللاعبين المتميزين على رأسهم نور الدين نايبت ومصطفى حاجي لكن استعداداتنا لم تكن جيدة مثل نهائيات 1986 رغم أننا خضنا معسكراً في كندا. كانت هناك مشكلات داخلية وخسرنا جميع مباريات مرحلة المجموعات وخرجنا من البطولة، لكن التجربة كانت جيدة للاعبين الذين تأهلوا بعدها بأربع سنوات لنهائيات فرنسا 1998».