ارفعوا الحصار عن كلية الحقوق بسطات.. أعيدوها للوطن

ارفعوا الحصار عن كلية الحقوق بسطات.. أعيدوها للوطن

غير مشرف بالمرة تحول غسيل متسخ لكلية الحقوق بسطات إلى مادة دسمة لوسائل الاعلام المحلية والوطنية، فما إن تخفت فضيحة حتى تتسلل أخرى إلى واجهة الأحداث وكأننا أمام جحر معطاء لا يبخل على الساحة بكل أنواع الثعابين.

غير مشرف بالمرة لأن مصائر الالاف من الطلبة يتأثر بشكل مباشر برقصات الديكة المذبوحة التي تحتضنها إدارة ومدرجات وحرم الكلية، حتى أضحى "ختم" الكلية على ديبلومات التخرج عبئا إضافيا لأن المؤسسة أضحت في الأدهان مرادفا "للبيع والشراء"، "للنقالة طلبة وأساتذة"، "للفساد بكل تعبيراته"، فمن سيثق في خريجي مؤسسة تغرق في هذا الكم من الاتهامات والشبهات؟

انطلقت الحكاية عبر الفايسبوك وتواصلت داخل العمادة تم انتقلت إلى مكتب الوزير وعادت أدراجها لمجلس الكلية لتستقر أخيرا بالمحكمة الابتدائية في فصل يبدو بأنه فقط افتتاحي لما هو قادم.

عميد الكلية يبدو أنه فقد بشكل تام السيطرة على الوقائع، ووقوفه طرفا في قضية رائجة أمام المحكمة يجعله خارج أي معادلة القيام بأدوار من أجل تقويم الأوضاع، والأساتذة ضحوا بسنة كاملة بدون ماستر لتوجيه اللكمات لبعضهم البعض متناسين بأن وجوه الطلبة هي من تتلقى الصفع واللكمات. الطلبة في حيرة من أمرهم وأصبح الحصول على استعمال زمن للدراسة، وأجندة مدققة للامتحانات و تنشر النقط هدفا يتوجب من أجله إسالة العرق في النضال ولم لا إسالة أشياء أخرى..

في مدرجات الكلية لقننا بعض أساتذتنا الأفاضل دروسا جميلة في الديموقراطية وفي تدبير الاختلافات والخلافات، وخارجها اكتشفنا كيف تنكل بزميلك الأستاذ على صفحات المواقع الاجتماعية، وعلى صفحات الجرائد في 5 دقائق بأسماء حقيقية وأخرى مستعارة، لقنونا تقنيات صنع فصيل طلابي موال ببيان، وكيفية إشعال نار بالبيت وتقمص دور الاطفائي المغوار، فماذا بعد؟ هل حسمت المعارك على الساحة؟ بالطبع حسمت لكن لفائدة الرداءة ولفائدة تدمير كل ما هو جميل في أحلام مئات الالاف من الطلبة الذين رماهم حظهم العاثر في طريق "المتقاتلين".

طلبة الكلية ومعهم المستقبل يناشدون من بيده تصحيح الأوضاع التدخل من أجل وقف هذه المهازل، ومن أجل إعادة هيكلة الكلية على أسس علمية وبيداغوجية سليمة، ووقف النزيف فالطلبة والأساتذة والإداريون راحلون، لكن الكلية ستبقى فبأي وجه وأي سمعة ستستمر في الترويج لمؤسسة العلم والمعرفة، بأي رصيد ستساهم في انتاج الأطر وقادة المستقبل؟

ليتحمل مسؤوليته من عبث بنقاط الطلبة، ومن دلس من أجل نيل منصب، ومن غش في بحثه الجامعي، وليتحمل مسؤوليته من يصنع من الاحتجاج شماعة لقضاء مآربه، وليتحمل مسؤوليته من يحاول إقناعنا صباح مساء بأننا في محراب العلم والمعرفة دون أن نتلمس لهذه الشعارات مدلولا على أرض الواقع.

فضلا أعيدوا كلية الحقوق للوطن فهي رافعته نحو كل ما هو مشرق للمستقبل