طائرة الأمل تُربك خرائط السياسة بسطات.. وترحال سياسي يكشف تبدّل موازين القوى
في مشهد سياسي لا يخلو من المفارقات، يبدو أن الدينامية التي أطلقها معاذ فاروق، مهندس طائرة الأمل بإقليم سطات، بدأت بالفعل في قطف ثمارها الأولى. فحزب الأمل، الذي شق طريقه بهدوء في البداية، تحوّل اليوم إلى “قبلة سياسية” تستقطب الفاعلين من كل الاتجاهات، في موجة “ترحال سياسي” غير مسبوقة، أربكت حسابات أحزاب كانت تعتقد أن قواعدها الانتخابية راسخة لا تهتز.
الشرارة انطلقت من “جماعة كيسر”، حيث اختار عدد من المنتسبين لحزب الأصالة والمعاصرة تغيير وجهتهم نحو طائرة الأمل خلال محطة تأسيس الكتابة المحلية. ولم تتوقف الهزات عند هذا الحد، إذ انتقلت العدوى في بعدها الإيجابي إلى “جماعة أولاد سعيد”، بعدما غادر منتسبون إلى حزب العدالة والتنمية سفينة المصباح ليصعدوا إلى طائرة الأمل، في خطوة فسرها مراقبون بأنها إعلان عن تحول أعمق في المزاج السياسي داخل الإقليم.
ومع اقتراب محطات تنظيمية قادمة، حيث تفيد مصادر سكوب ماروك أن رهان التنسيقية الإقليمية لحزب الأمل بسطات هو الوصول لتغطية شاملة لجماعات إقليم سطات، بتجاوز عتبة 30 كتابة محلية، يتوقع متتبعون أن تكشف الأيام المقبلة عن “انتقالات جديدة” من أحزاب الصف الأول نحو الحزب الصاعد، الذي أصبح يُنظر إليه كـ”أمل” فعلي في إعادة تخليق الحياة الحزبية والسياسية بإقليم سطات. فكوادر الأمل، كما تؤكد في كل مناسبة، لا تُعلي من شأن الهاجس الانتخابي بقدر ما تراهن على “التكوين والتأطير” وإعادة وضع المواطن في قلب معادلة تدبير الشأن المحلي.
حزب الأمل، يبدو أن طائرته أقلعت فعلاً، لكن السؤال الأكبر: إلى أي مدى ستهزّ هذه الإقلاعة خرائط السياسة التقليدية بالإقليم؟


