خطير: بين صمت السلطة وبثر يد شاب في معمل عشوائي.. من يحمي عمال “الظل” بالمزامزة الجنوبية؟

في قلب المزامزة الجنوبية، إحدى الجماعات القروية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، تنشط ظاهرة خطيرة لا يمكن وصفها إلا بـ “الصناعة الموازية في قلب التجمعات السكنية”. حيث تنتشر معامل ووحدات إنتاجية غير مرخصة داخل منازل وسط الدواوير (معمل النسيج “لاواط” بدوار أولاد عزوز وآخر لصناعة أنابيب السقي بدوار أولاد العربي…)، تشتغل خلف الأبواب الموصدة، وداخل فضاءات لا تحترم أدنى شروط السلامة أو الكرامة المهنية، أمام أعين المراقبة، تستقبل المواد الأولية عبر شاحنات، في وقت تغادر شاحنات أخرى محملة بالمنتجات، لكن دون أن تطالها في ظروف مريبة العيون التي لا تنام.
تبدو المسألة للوهلة الأولى بسيطة، على اعتبار المعامل صغيرة، شباب يبحث عن لقمة العيش، ورب عمل يستفيد من “مرونة” الوضع القانوني وصمت المسؤولين. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا، بل وأكثر مأساوية، بعدما اهتزت جماعة المزامزة الجنوبية على ذوي تعرض أحد العمال (ع.ع) في مقتبل العمر، لحادثة مأساوية بعدما التهمت آلة داخل معمل للنسيج عشوائي وغير مرخص بدوار أولاد عزوز، -التهمت- يده اليسرى، ما دفع رب المعمل لنقله عبر سيارته الخاصة إلى احد المصحات الخاصة بسطات، دون الاستعانة بسيارة الإسعاف المتخصصة مخافة افتضاح أمره، حيث قرر الطاقم الطبي للمصحة قطع يد العامل ما شكل وسيشكل له عاهة مستديمة.
حادث أليم كان من الممكن تفاديه، لو توفرت معدات الحماية، لو كانت هناك مراقبة، لو كانت العلاقة الشغلية مؤطرة بعقد قانوني، أو حتى لو توفرت للعامل أبسط حقوق الإنسان في العمل: الحماية، التأمين، الكرامة، لو كانت السلطة قامت بدورها في اغلاق المعمل إلى حين تسوية وضعه القانوني، بدل اشتغاله لعشرات السنوات أمام صمت قبور مختلف المسؤولين والمتدخلين لأسباب يعلمها العام والخاص.
الغريب في هذه الواقعة – أو لنقل المثير للاستفهام – هو هذا الصمت المريب، لا حديث عن الحادث، لا مساءلة للمشغل، ولا تدخل من الجهات المعنية، ولا تقارير رفعت في الموضوع، كأن اليد بُترت في عالم موازي لا قانون فيه ولا رادع، عالم تعوّد فيه بعض “الفاعلين” على إدارة وحداتهم في الخفاء، بأقل كلفة، ولو كانت تلك الكلفة حياة إنسان. هنا، لا يمكن الحديث فقط عن حادث شغل معزول. بل نحن أمام اختلالات مركبة: أين أعين السلطة المحلية؟ كيف يُسمح لمعامل غير مرخصة بالاشتغال وسط أحياء آهلة بالسكان؟ أين دور مفتشية الشغل؟ أم أن رقابة السلامة لا تصل إلى الأماكن المحصنة بطرق مشبوهة؟
اليوم، ونحن أمام شاب فقد يده داخل ورشة غير قانونية، لا نملك سوى أن نُحمّل المسؤولية لمن اختار أن يغض الطرف، ومن صمَّ آذانه عن أصوات الماكينات التي تُديرها الأيادي العارية… حتى تسقط، فالسكوت لم يعد حيادًا، بل أصبح جزءًا من الجريمة النكراء !!
…يتبع بمزيد من التفاصل بالفيديو…