البرلماني المغربي محمد غياث: القمة المغربية الإسبانية ترسم ملامح السياسة الجديدة بين بوابة افريقيا وبوابة أوروبا

البرلماني المغربي محمد غياث: القمة المغربية الإسبانية ترسم ملامح السياسة الجديدة بين بوابة افريقيا وبوابة أوروبا

أجرى رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش بحر الأسبوع الجاري بالرباط، مباحثات مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بعد ثمان سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية المؤسساتية، حيث وقع الطرفان ما يصل إلى 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في الرباط من أجل تعزيز “شراكتهما الاستراتيجية”، علما أن زيارة سانشيز إلى المغرب أتت في وقت يطغى فيه التوتر على العلاقات بين الرباط وباريس، لتكرس القمة المغربية الإسبانية الشراكة الاستراتيجية والدينامية التي انخرط فيها البلدان عقب الزيارة التي قام بها السيد سانشيز للمغرب، في أبريل الماضي، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

في ذات السياق، حلل البرلماني محمد غياث رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب المغربي، -حلل- الزيارة من جميع جوانبها ووقف على كم الإيجابيات التي حملتها اجتماعات المسؤولين في القمة الإسبانية المغربية، التي ترسم ملامح السياسة الجديدة بين البلدين خلال العقد المقبل، بالنظر إلى حجم التمثيلية الوزارية المشاركة في الحدث والملفات المتعددة التي تم مناقشتها بين الطرفين.

في سياق متصل، اعتبر محمد غياث أن المشاركة الوازنة للوفد الإسباني في هذه الدورة تعبير عن مدى قوة أواصر الصداقة والتعاون التي تجمع المغرب وإسبانيا، وتجسيد للإرادة القوية والالتزام الراسخ للبلدين للعمل سويا من أجل شراكة متميزة متجهة بثبات نحو المستقبل، حيث أن الزيارة التي قام بها سانشيز والوفد المرافق له ذات أهمية كبيرة خاصة في الوقت الحالي، لأن العالم يمر بصعوبات اقتصادية وأمنية من جهة، وتشهد لتوثر العلاقات بين الجانب المغربي والفرنسي من جهة ثانية، لتبقى زيارة الوفد الاسباني خطوة أخرى إضافية على درب تعزيز هذا التعاون وفق المستجدات والملامح التي رسمتها الخطوات الأخيرة الداعمة لملف الوحدة الترابية للمغرب من طرف إسبانيا، لذا فإن القمة هي تتويج لهذه الدماء الجديدة التي سرت في جسد العلاقة القوية بين الرباط ومدريد.

في هذا الصدد، أضاف نفس المتحدث رئيس الفريق التجمعي أن إسبانيا هي بوابة نحو الاتحاد الأوروبي، والمغرب هو بوابة نحو الاتحاد الإفريقي، وهذه الزيارة لها أهمية كبيرة حتى على المستوى السياسي، مشيراً إلى ما تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية من غموض وتشويش، وأوضح أنه يمكن أن نقول إن هناك حالة من التصعيد، مشيراً إلى توتر العلاقات بين المغرب والجزائر وكون هذه الأخيرة “تبتز بالغاز”، وهو ما كان له أثر على حليف تقليدي للمغرب.

من جهة أخرى، أشار محمد غياث إلى أن ملف الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل مشكل الصحراء المغربية، مبرزاً أن إسبانيا كانت واضحة بهذا الخصوص، وهو ما يقوي العلاقة بين الرباط ومدريد، أما بخصوص المجال الاقتصادي، فإن الاتفاقيات الموقعة ذات أهمية كبيرة جداً، كونها تحتوي على مجالات التكامل وتوحيد الرؤية المستقبلية في العديد من القطاعات الحيوية.