تحت المجهر: من هو رحال فاروق أديب كتاب التقدم والاشتراكية بانتخابات بلدية سطات؟
أسدل الستار منذ قليل على المحطة الأولى من الانتخابات الجماعية لبلدية سطات، عبر وضع 19 لائحة حزبية لترشيحاتها، ستتنافس خلال هذا الاستحقاق السياسي المقرر إجرائه المقرر يوم الأربعاء 8 شتنبر المقبل. حزب التقدم والاشتراكية بعروس الشاوية تمكن من استقطاب رحال فاروق كوجه جديد إلى لائحة مناضليه، بل مكنه من وكالة لائحته، ما جعل متتبعي الشأن المحلي يتساءلون عن نقط قوة هذا المرشح التي أهلته لنيل ثقة الكتاب ومنحه شرف تدوين اسمه وكيلا للائحته؟
رحال فاروق من مواليد 1970 بجماعة أولاد سعيد التابعة لإقليم سطات، رجل عصامي استطاع بعزيمة قل نظيرها وصبر لا يضاهى، تحدي الصعاب وتحقيق ما لم يحققه من هم في وضعية أحسن بكثير من وضعيته، حيث زاوج بين دراسته وولوج العمل في سن مبكرة، من خلال اشتغاله كمتدرب في مجال النجارة، قبل أن يقرر التخصص في صنف “النقش” على الخشب، ليقرر بعد تكوينه رصيدا كافيا من التجربة الحرفية من جهة، ونسج عدد من العلاقات مع الزبائن، فتح محله الخاص بالنجارة.
في ذات السياق، شكلت سنة 2006 منعرجا تحوليا في المسار المهني لمرشح الكتاب، حيث قرر رحال فاروق ولوج عالم الاستثمار في قطاع التربية والتعليم بسطات، من خلال تأسيسه لمقاولة في هذا المجال، تكللت بافتتاحه لمجموعة مدارس الأبرار الابتدائية، في وقت احتفظ بنشاطه في النجارة نظرا لعلاقته الروحية وحبه الدفين لها، لكن أمام تزايد الطلب على مؤسسته التعليمية، قرر سنة 2017 توسيع دائرة استثماراته عبر افتتاح أحد أكبر وأرقى المؤسسات التعليمية بالإقليم، متخصصة في جميع الأسلاك التربوية والتعليمية، صاغ لها نفس مؤسسته الأم ضمانا للاستمرارية.
في سياق متصل، يعتبر رحال فاروق فاعلا جمعويا بامتياز، من خلال تعدد مناصبه، حيث يشغل مهمة أمين مال جمعية مؤسسي المدارس الخصوصية بسطات، ومنسق جهوي للشبكة المغربية لحقوق الانسان بجهة الدار البيضاء سطات، ورئيس لجنة التدبير بدار الطالبة بجماعة الواد سعيد، وكذا عضو بالجمعية الخيرية الإسلامية لنفس الجماعة…، دون الحديث عن مساهمته الفاعلة ماديا ومعنويا في عدد من الجمعيات النشيطة، كما ولج في السنة الأخيرة مجال الصحافة والإعلام، حيث يشغل مهمة مراسل صحفي لجريدة صوت المعاق ومراسلا لجريدة ضوت المواطن بإقليم سطات.
في هذا الصدد، ولوج رحال فاروق لعالم السياسة لم يأتي بالصدفة، بل نتيجة لتجربة طويلة راكمها خلال إدارته المباشرة للحملات الانتخابية الخاصة بأخيه فاروق المدني، حيث قاده خلال استحقاقات 2015 إلى نيل رئاسة غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، ما يجعل رصيده في إدارة الحملات السياسية من جهة، وعلاقاته التي نسجها في قطاع التربية والتكوين مع الأطر وأولياء الأمور يمكن توظيفها بشكل سلس لنيل حظه خلال اقتراع 8 شتنبر المقبل، مثلما تجاوز أزمة تداعيات كوفيد 19 التي أفرزت الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية وتبني نظام التعليم عن بعد، لكن دون تسجيل أية شكاية بمؤسسته التعليمية لدى النيابة الإقليمية للتعليم بسطات، ما يجسد بالملموس قدرته على تجاوز المحن وحلحلة القضايا العالقة المطروحة على طاولته والخروج منها منتصرا.
